أضحت المحطة البرية لنقل المسافرين لمدينة سطيف في وضعية مزرية للغاية، الأمر الذي أثار استياء مستعملي هذا المرفق الحيوي الذي يعد من أكبر وأهم المحطات البرية على المستوى الوطني، إذ تعد نقطة التقاء وعبور زهاء ثلاثين ألف مسافر يوميا. فضلا عن مداخلها الثلاثة التي تستقبل مئات الحافلات يوميا من مختلف الأنواع والأحجام، والتي لا تترجم أهمية هذه المحطة هناك اهتراء وفساد مساحات توقف الحافلات التي أضحت مع مرور الوقت تعيق حركة هذه الأخيرة، حيث غزتها الحفر والمطبات من كل الجهات مع تراكم أكوام من الأوساخ والقاذورات خاصة على مستوى المدخل الغربي للمحطة مما يبعث الاشمئزاز والتقزز في أوساط المسافرين. كما أن الواقيات المصنوعة من الصفيح والتي كان من المفترض أن تحمي المسافرين من العوامل الطبيعية أصابها الكسر، حيث تطايرت أجزاء منها أين يضطر المسافر إلى الوقوف بعيدا عنها مما يزيد من أتعابه خاصة أثناء اشتداد الحرارة وتساقط الأمطار. وزيادة على ذلك فإن نقاط التوقف تشكو بدورها من الفوضى اللامتناهية حيث التداخل بين حافلات النقل الحضري وتلك المخصصة للخطوط المتوسطة والطويلة، مما يجعل المسافر في حيرة من أمره في ظل غياب أدنى وسائل التوجيه التي كان من المفترض أن تتزود بها مثل هذه المحطة الهامة. ومن ناحية أخرى فإن محطة النقل البري لمدينة سطيف تفتقر للمرافق الخدماتية الضرورية مثل المطاعم وأكشاك بيع الصحف وبعض المستلزمات الأخرى إلى جانب دورات المياه وكذا المياه الصالحة للشرب، مما يضاعف من هموم المسافر الذي يجد نفسه أمام أمرين أحلاهما مر. ومما يجدر التذكير به هنا أن هذا المرفق الحيوي أضحى في الآونة الأخيرة موقعا لكثير من السلوكات والمظاهر المشينة خاصة أثناء الليل، زيادة عن حالات من السرقة والانتشال التي طالت العديد من المسافرين. إلى ذلك يبقى مشروع إنجاز محطة نموذجية للنقل البري بمنطقة عين الطريق بالضاحية الشرقية لعاصمة الولاية من الأولويات التي تفرض نفسها بحدة على السلطات المحلية، مع الإشارة أن هذا المشروع الهام قد تبنته مؤخرا الوزارة الوصية بالتنسيق مع مصالح الولاية في انتظار تجسيده.