لم يكن أداء الخضر مقنعا خلال مواجهة سهرة الأحد الماضي أمام المنتخب الليبي، والتي فاز بها أشبال الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش بثنائية نظيفة حملت توقيع كل من سوداني في الدقيقة الخامسة وسليماني في الدقيقة السابعة من شوط المباراة الأول، خاصة خلال شوط الثاني للمباراة. حيث وقفنا على منتخب يفتقر إلى صانع ألعاب حقيقي يمكنه تنظيم خط الوسط وتقديم كرات سانحة للتسجيل للخط الأمامي، وكان متوسط الميدان الهجومي لنادي فالنسيا الإسباني سفيان فيغولي الحلقة الأضعف في تشكيلة الخضر أمام ليبيا، وكانت الهجمات التي شنها هذا اللاعب عقيمة وجاءت معاكسة تماما لمجريات اللعب، وكأن فيغولي يريد تسيير اللقاء ليس إلا، تخوفا من تلقيه لأي إصابة تحرمه من المشاركة مع ناديه وقد ترهن حظوظه في المشاركة في أول كأس أمم إفريقيا له، الأمر الذي بدا جليا خلال نصف الساعة الأخير من المباراة، إذ أجبر المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش للدفع باللاعب ساعد تجار من أجل تدعيم خط الوسط، ونقل فيغولي إلى الجهة اليسرى، لكن وبالرغم من كل هذا لم يقم فيغولي بأي لقطة تذكر وظهر بوجه شاحب على الإطلاق. عدة كرات ضائعة وتمريرات عشوائية أمام منتخب بطّال! يجزم الكثيرون من متتبعي شؤون المنتخب الوطني، أن مواجهة ليبيا سهرة الأحد الماضي كانت الأسوأ للخضر تحت قيادة حليلوزيتش، وهذا في ظل الأخطاء العديدة والكثيرة التي وقع فيها رفاق عدلان قديورة، وهو ما تجلى في الكرات الكثيرة الضائعة جراء غياب التنسيق بين الخطوط الثلاثة، والتمريرات العشوائية بين عناصر التشكيلة الوطنية، خاصة على مستوى خط وسط الميدان، الذي وبعدما شكل أحد أبرز نقاط قوة المنتخب في المواعيد الماضية، فإنه أمام ليبيا كانت بمثابة الحلقة الضعيفة، في ظل الهفوات العديدة المرتكبة، خاصة في الاسترجاع، بدليل نجاح المنافس في حسم معركة وسط الميدان في معظم فترات اللقاء، وهو ما قد يبرره البعض بغياب لحسن، لكن هذا غير كاف لمنتخب يتطلع إلى معانقة التاج الإفريقي. حاليلوزيتش مطالب بحل مشكل الظهير الأيمن ارتكب الظهير الأيمن مهدي مصطفى عدة أخطاء دفاعية في خلال المواجهة خاصة خلال شوط المباراة الأول، حيث أرغم المدافع المحوري بلكالام في كل مرة لتغطية الفجوات التي كان يحدثها هذا اللاعب، كما أن مصطفى لم يقم بدوره الهجومي كما ينبغي مقارنة بالدور المنوط له، الأمر الذي سيحتم على الناخب الوطني البحث من الآن عن ظهير أيمن قادر على سد الفراغ والقيام بواجبه كما ينبغي. والأهم من كل هذا، أن مهدي مصطفى تعامل مع لاعبين كانوا يفتقرون للمنافسة ومستوى البدني كان تحت المستوى، لذا لا يجب أن يعول المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش على هذا اللاعب كأساسي تحسبا لنهائيات أمم إفريقيا 2013، خاصة إذا أوقعتنا القرعة مع منافسين من العيار الثقيل من شاكلة منتخب كوت ديفوار وأرمادة لاعبيه الكبار على غرار الشقيقين توري والمهاجم المخضرم دروغبا. كادامورو أدى ما عليه ويهدد مصباح قدم الياسين بن طيبة كادامورو الظهير الأيسر لنادي ريال سوسييداد مستوى مقبولا في مباراة سهرة الأحد أمام المنتخب الليبي، حيث دافع هذا اللاعب بقوة وغطى المنطقة اليسري كما ينبغي، وكانت كل تدخلاته موفقة، كما ساهم في شن الهجمات، إلا أن الأمر الذي يعاب على هذا اللاعب هو نقص التركيز في الهجمات الخاطفة كتلك التي ضيعها خلال ربع الساعة الأخير من شوط المباراة الأول، إذ كان على بعد خطوة من التوغل داخل منطقة العمليات، لكن افتقاره للخبرة جعله يبحث عن ضربة الجزاء، في وقت كان بإمكانه تمرير كرة على طبق لسوداني أو سليماني وتمكينهم من هز شباك الحارس نشنوش. بلكالام القوة الضاربة الجديدة لدفاع «الخضر» لا يختلف اثنان على أن أداء المدافع المحوري للخضر سعيد بلكالام كان في المستوى، حيث تمكن الأخير من ربح كامل الصراعات الثنائية الهوائية رفقة زميله مجاني، الأمر الذي استحسنه كثيرا المدرب الوطني، كما أن عدم تلقي الحارس مبولحي لأي هدف في مواجهة أمس خير شاهد على ذلك وسيحسب لصالح اللاعبين، لكن بلكالام ومجاني مطالبان بالتأكيد في مواجهة البوسنة الودية التي تعد اختبارا حاسما للاعبين. قديورة بعيد عن مستواه، لموشية الحاضر الغائب وفيغولي خيّب الآمال كل من شاهد مواجهة الأحد جزم، بأن الثنائي لموشية وڤديورة كان بعيدا عن المستوى المطلوب من ناحية استرجاع الكرات، وقدما مردودا هشا رفع من حدة الضغط على الخط الخلفي، وهذا بسبب تماديهم في تضييع الكرات وفشلهم في كسب الصراعات الثانية وبصفة خاصة خالد لموشية الذي كان بمثابة الحاضر الغائب جراء الأخطاء العديدة التي وقع فيها، شأنه في ذلك شأن مهاجم فالانسيا الأسباني سفيان فيغولي الذي بدا وكأنه لم يتحمل ضغط اللقاء، ولم يقدم ما كان منتظرا منه، في صورة عكست الضغط الكبير المسجل على مستوى خط وسط الميدان. قادير موزع مثالي وسوداني وسليماني قوة ضاربة في الهجوم قدم المهاجم الحالي لنادي فالنسيان الفرنسي فؤاد قادير مردودا جيدا في مواجهة الأحد، ووزع الأخير كرات سانحة للتسجيل خاصة خلال الكرة الثابتة التي مكنت سوداني من افتتاح مجال التهديف، كما شن الأخير هجمات خاطفة أربك بها دفاع المنتخب الليبي. أما الثنائي سوداني وسليماني فأكدا من جهتهما أنهما لاعبين ومهاجمين من الطراز الرفيع وأبانا عن قوة كبيرة من الناحية التهديفية، إلا أن لاعب شباب بلوزداد إسلام سليماني لا يزال يفتقر للتركيز اللازم من أجل تسجيل أكبر عدد من الأهداف، والدليل القاطع على ذلك هو تضييعه لعدة فرص خلال المرحلة الثانية.