الكاتبة هاجر مرابط تفتح قلبها للسلام وتبوح بقلم / أ . لخضر . بن يوسف شابة عاشقة للغة الضاد، للأدب العربي والفن، تهوى القراءة، الكتابة والرسم، تحاول جعل القلم وسيلتها لتترك أثرا في الآخرين وفي الحياة، تتقن فن مداعبة الريشة أنها الكاتبة المبدعة هاجر مرابط التي التقيناها ذات مرة وحاولنا إجراء هذا الحوار القصير معها. كيف جاءت هاجر للكتابة ومن شجعك عليها وما هو أول شيء كتبته ؟ بدأت الكتابة عندما كنت طالبة في الثانوية، كنت أكتب الخواطر وبعض المحاولات الشعرية، أول من شجعني كان أستاذ اللغة العربية ولعله لا يذكرني، لكني أذكر جملة قالها لي في حصة التعبير:”أنت ستكونين كاتبة”، ثم صار صديق والدي يتابع بعض كتاباتي ويوجهني بعد أن عرف والدي ميولي الأدبي ، بدأت بكتابة القصص القصيرة وكانت لي مشاركات في مسابقات وطنية وبعض الكتب الجامعية، أما أول اصداراتي فهو رواية صدفة أم قدر، أكثر من شجعني على كتابتها هما أختاي. ما هي طقوس الكتابة لديك، ظروفها، زمنها وسياقاتها ؟ الكتابة نوع من النزيف، عندما يتعلق الأمر بالخواطر خاصة، لذلك غالبا ما يكون دافعي إليها هو التخفيف من بعض المشاعر، لكن بالنسبة للرواية فالأمر يحتاج إلى تركيز والتركيز يحتاج إلى انعزال، هناك بعض الأماكن تستفز الأحرف بداخلي وغالبا ما ألجأ إليها في كل مشروع كتابة. لماذا تكتب هاجر ولمن تقرأ؟ أكتب لأصحح فكرة، لأشعل قناديل الأمل بطرقات الحياة، أكتب لأن الكتابة رحلة جميلة وممتعة، ولأنها فسحة من الحرية تلد فيها شخصيات من رحم الخيال ترسمها تبعث فيها شيئا منك ثم تدخلها دوامة من الأحداث لتصنع في النهاية عبرة، أقرأ للكثيرين، بالنسبة العرب، جبران خليل جبران، الرافعي، مالك بن نبي، عبده خال، سعد السنعوسي، أحمد خالد توفيق، أدهم شرقاوي، أحمد خيري العمري، وغيرهم أما أكثر كاتب تسحرني كتاباته فهو أيمن العتوم، بالنسبة للأجانب، غيوم ميسو، دان براون، أغاثا كريستي باولو كويلو، دوستويفسكي. صدرت لك رواية ” صدفة ام قدر” عن دار نشر يوتوبيا ، حسب العنوان يبدو لديك رؤية خاصة، حدثينا عن هذه الرواية والمنجز المثير للاهتمام ؟ بالنسبة للرواية، فهي مجموعة من الأحداث تدور حول شخصيات في حلقة، بحيث جميع شخصيات الرواية تربطها علاقة ما تتضح تدريجيا. كفكرة عامة الأمر متعلق بما يسمى ب” الكارما ” بمعنى أن الكل سيأخذ في النهاية ما أعطى، وبما يسمى ” نظرية الفوضى” أي أن كل حدث مهما بدا صغيرا فإن له وزنا وسببا قد لا ندركه مبكرا لو تكلمينا عن سبب التسمية صدفة أم قدر ثنائية متناقضة وعلاقة عكسية لو تشرحين لنا ذلك وماذا أردت القول من خلالها ؟ في حياة كل منا، أحداث ما، مواقف قد تبدو لوهلة ما عبثية، لكننا نجد فيما بعد أنها أسباب لأحداث أخرى، أي أن حياتنا كلها سلسلة من الأحداث المترابطة، وهنا نتساءل هل ما حدث صدفة أم قدر؟ حَدِّثينا عنِ النَّشر عمومًا؛ على نفقتكِ الخاصَّة… وهلِ التزم النَّاشرون بالتَّوزيع؟ كتجربة أولى ليس لدي فكرة واضحة عن النشر، لكن تكاليف النشر على نفقتي، أما بالنسبة للتوزيع فأغلب النسخ ستتكفل دار النشر بتوزيعها على المكتبات والبيع الإلكتروني وتبقى بعض النسخ عند صاحب الكتاب ليتصرف فيها كما يشاء. ما مستقبل الرواية في نظرك بعد الانتشار الواسع ؟ حقيقة لا أظن أن أمر الانتشار الواسع للرواية سيستمر، لأن كثيرا من الكتاب لا يستمرون في الكتابة بعد الإصدار الأول. هلْ تُدافعين في رواياتكِ وقصصكِ عن أفكاركِ؟ بالنسبة للقصص فغالبا ما تكون التفاتة إنسانية، عموما أحاول أن أضرم بداخل القارئ بعض التساؤلات، حول الأفكار المنتشرة في المجتمع وعليه هو أن يختار ما يبدو له صوابا. أيُّ الكاتبات عبْر التَّاريخ تَستهويكِ؟ يستهويني الشعر الجاهلي وأدب السجون ما طموحاتكِ ، وما مشروعاتكِ؟ أن يكون لكتاباتي أثر على القراء، أن يغير قلمي شيئا، أن ينير صدرا معتما، أن أستحق لقب الكاتبة، مشروعي الحالي هو كتابة رواية جديدة كلمة أخيرة للقراء والجريدة ؟ أشكر جريدتكم على الاستضافة اللطيفة، وعلى توفير منبر لمحبي الكتابة ليوصلوا كلمتهم كلمتي للقراء: القراء هم من يصنع مجد الكاتب لذا كونوا أوفياء للكتاب، انشروا مراجعاتكم للكتب التي تطالعونها لتصل آراءكم وملاحظاتكم للكاتب، فأنتم من يقيم عثراته ويصحح مساره.