ناشد سكان قرية تابورت الواقعة على بعد 27 كلم غرب ولاية تيزي وزو، السلطات المحلية بإعطائهم حقهم من التنمية المحلية التي غابت عن هذه المنطقة التي تتوفر على كثافة سكانية مرتفعة، حيث جاؤوا من مختلف ولايات الوطن ليستقروا بها بحثا عن مكان آمن خلال العشرية السوداء، ليجدوا أنفسهم اليوم أمام واقع مرّ ميزته النقائص الكثيرة على جميع الأصعدة لا سيما في الجانب الاجتماعي والترفيهي. ومن أهم المشاكل التي تعيق مسار التنمية بهذه المنطقة -حسب تصريح العديد من السكان ل"للسلام" غياب مشاريع قاعدية من شأنها خلق مناصب شغل دائمة بل وحتى مؤقتة، قد تعمل على التقليل من حدة ظاهرة البطالة التي تفشت في أوساط شباب قرية تابورت، إلى جانب افتقارها للمرافق الحيوية التي تدفع بسكان المنطقة للذهاب إلى المناطق المجاورة لقضاء حاجياتهم اليومية، ما جعلهم يصفون حياتهم أشبه بالحياة البدائية في ظل النقص الفادح للإمكانات ووسائل العيش المريح، مطالبين في هذا الإطار التعجيل بانتشالهم من النقائص التي تلاحقهم منذ أكثر من 10 سنوات كاملة. ومما زاد من المتاعب اليومية لسكان المنطقة الوضعية المهترئة للطرقات التي ما تزال على حالها لسنوات كثيرة، ناهيك عن الأوحال التي تعرفها بسبب غياب قنوات صرف المياه، هذا إلى جانب غياب الإنارة العمومية. ويتساءل سكان القرية عن مصير المشروع الذي استفادت منه قرية تابورت الخاص بإعادة تهيئة وتعبيد الطرقات الرابطة لمنطقتهم، والذي لم ير النور إلى غاية اليوم. ليس هذا فحسب لأن معاناة هذه المنطقة، البعيدة ببضع الكيلومترات فقط عن مقر الولاية تيزي وزو، تزداد في فصل الصيف مع أزمة الماء الشروب رغم وجود "سد تاقصابت" العملاق الذي يغطي العاصمة وبومرداس، في حين حرمت منه مناطق بأكملها في تيزي وزو لا تبعد عنه سوى ببضع كيلومترات، ما يحتم على المواطنين شن رحلة بحث عن هذا المورد الحيوي الهام الذي يغيب عن البيوت لأزيد من شهرين كاملين. هذا إلى جانب معاناة التلاميذ المتمدرسين الذين يعانون نقصا في عدد المؤسسات التعليمية في مختلف الأطوار، ما يتحتم عليهم التوجه إلى المناطق المجاورة لمزاولة دراستهم بالاعتماد على إمكاناتهم الخاصة، في حين فضل بعض الأولياء توقيف أبنائهم عن الدراسة لمحدودية إمكاناتهم، بالنظر إلى التكاليف اليومية في مجال النقل، خاصة أن المنطقة تعرف نقصا كبيرا في مجال النقل المدرسي الذي أصبح شبه منعدم بسبب التضاريس الجبلية الوعرة والقاسية. نفس الشيء بالنسبة للهياكل الصحية العمومية منها وحتى الخاصة وحتى الصيدليات، ما يحتم على السكان لا سيما المرضى منهم التنقل إلى غاية عاصمة الولاية أو المناطق المجاورة لاقتناء دواء. كما طالب العديد من الشباب بضرورة تزويدهم بمراكز جوارية خاصة ملاعب لكرة القدم وكذا دور للشباب، وتعزيز القرية بمراكز للتكوين المهني، إلى جانب مقاهي للأنترنت لفائدة التلاميذ المتمدرسين. وعلّق سكان قرية تابورت، آمالهم الكبيرة على مشاريع تنموية جديدة لوضع حد للانتشار المخيف لظاهرة التسكع في المقاهي والشوارع من طرف شباب أغلبهم متحصلون على شهادات عليا، موجهين في الأخير نداء استغاثة إلى والي الولاية للتدخل العاجل، وإعطائهم حقهم من التنمية المحلية التي طالما انتظروها لسنوات عديدة.