إتهمه ب “ممارسة الشعبوية” على حساب القضاة هاجم نادي قضاة الجزائر “قيد التأسيس”، بلقاسم زغماتي، وزير العدل حافظ الأختام، على خلفية طعنه أمام نواب المجلس الشعبي الوطني قبل أيام، في تكوين القضاة وتشكيكه في الأحكام الصادرة عنهم، متهما إياه بممارسة الشعبوية على حسابهم. أوضح نادي قضاة الجزائر، في بيان له أمس وقعه سعد الدين مرزوق، الناطق الرسمي باسمه، إن مسألة تكوين القضاة وترقية مهنة القاضي أعقد وأكبر وأهم من أن تطرح أو تختزل في خطاب أمام برلمان مطعون في مستوى بعض أعضائه مع تناولها بشكل سطحي، وأضاف أنه تلقى ما جاء على لسان وزير العدل أمام البرلمان من اتهامات طعنت في تكوينهم وشكّكت في الأحكام الصادرة عنهم بنوع من الاستغراب والاستهجان، معتبرا أن العديد من وزراء العدل منذ الاستقلال انتقدوا منظومة تكوين القضاة علانية وبصفة شعوبية، ولم يقدموا الحل أو البديل لهذا النقد من المرحوم عمار بن تومي، محمد بجاوي، محمد الشريف خروبي، أحمد أويحيى، محمد شرفي والطيب بلعيز، وأبرز المصدر ذاته، أنه طيلة تلك الفترات كان يتم انتقاء القضاة وفق معايير إيديولوجية تتطابق مع اختيارات ومبادئ الميثاق الوطني لسنة 1976 من المناضلين المحنكين الذين يدركون مواطن مصلحة الدولة الاشتراكية والخط السياسي للحزب مع تكوينهم إيديولوجيا على ذلك حسب ما جاء في الميثاق الوطني لسنة 1986، وأشار نادي قضاة الجزائر، إلى أن كل هؤلاء الوزراء المتعاقبين على رأس وزارة العدل تناسوا عمدًا أو سهوًا أن مناصبهم ومسؤولياتهم لم تجعل منابر للنقد والتنظير بقدر ما هي مناصب للعمل وإعطاء الأفكار والحلول والبدائل القانونية”. هذا واستهجن نادي قضاة الجزائر، أن يصدر نقد تكوين القضاة الذين أكملوا ما لا يقل عن 7 سنوات في تكوينه القاعدي العام في برلمان بعض أعضائه أميون لا يقرأون ولا يكتبون، وأمام وزراء لم يحصل البعض منهم على شهادة جامعية إلا بعد ترقيته كوزير، وجاء في المصدر ذاته “يرى أعضاء نادي قضاة الجزائر أن مسألة تكوين السادة القضاة وترقية مهنة القاضي في التفكير وترسيخ وتعميق الثقافة القضائية والمنهجية العملية والعلمية للحكم القضائي، هي مسألة أعقد وأكبر وأهم من أن تطرح أو تختزل في خطاب أمام برلمان مطعون في مستوى بعض أعضائه، وكذا تناولها بشكل سطحي”. كما أبرز التنظيم ذاته، أن هذه المسألة البالغة الأهمية تستلزم تضافر جهود أصحاب النوايا الصادقة من قضاة وغيرهم من الخبراء بشؤون القطاع في ظل لجان رفيعة المستوى وأن تمتد ورشات البحث والتفكر إلى محاولة إصلاح منظومة تعليمية قائمة أساسا على التلقين دون الفهم أدت إلى ظهور أصحاب شهادات عليا في مجالات مختلفة لا يحظون بأدنى معايير التفكير المنطقي السليم.