دخل أمس الناقلون وأصحاب المحلات التجارية المتواجدة على مستوى بلدية الثنية الواقعة بالجهة الشرقية لولاية بومرداس على بعد 20 كلم في إضراب مفتوح احتجاجا على قرار مسؤولي قطاع النقل الذي اتخذته مؤخرا بتحويل محطة النقل التي كانت متواجدة بالمدخل الشرقي للبلدية إلى المدخل الغربي لهذه الأخيرة، مشيرين إلى أن نشاطاتهم تراجعت بعدما كانت تعرف انتعاشا حقيقيا كونها تقع بمحاذاة المحطة القديمة. حيث أعرب بعض التجار العاملين بوسط مدينة الثنية في حديثهم ل"لسلام" عن استيائهم وتذمرهم من قرار إخلاء المحطة القديمة التي كانت تسقطب يوميا عدد هائل من حافلات النقل القادمة من مختلف الولايات المجاورة كالبويرة، تيزي وزو، سطيف وغيرها المتجهة إلى عاصمة الولاية بومرداس أو الجزائر العاصمة، حيث تعتبر محور عبور هام وهذا ما أجبرهم على شن إضراب مفتوح وشل عملهم التجاري، لاسيما وأن قرار منع الناقلين والمسافرين على حد سواء من استعمال مكان التوقف الذي كان بمحاذاة محلاتهم التجارية كان بمثابة صاعقة لم يستوعبوه، والذي أثر بشكل سلبي على نشاطاتهم التجارية بعدما كانوا يحققون أرباحا كبيرة بالنظر إلى عدد الزبائن الذين يتوافدون إلى محلاتهم، خاصة تلك التي تباع فيها المواد الغذائية ومحلات الأكل السريع. كما أن المسافرين والناقلين اشتكوا هم كذلك من قرار منع توقف وتغيير مركبات النقل بأماكن التوقف التي كانت تستعمل من قبل ذهابا وايابا، وقد شنوا منذ قرابة أسبوعين اضراب لمدة أسبوع من أجل إرغام السلطات المحلية من أجل السماح للناقلين باستعمال مكان التوقف القديم، مشيرين إلى أن توقفهم بداخل المحطة الجديدة التي تتواجد في مخرج المدينة جعلهم يمشون مسافات كبيرة من أجل العودة إلى وسط المدينة من أجل قضاء حاجياتهم، التي فبالرغم من أن قرار تحويل المحطة جاء في إطار تنظيم حركة المرور وتحسين خدمات الناقلين والمسافرين، لاسيما أن المحطة القديمة كانت نقطة سوداء ساهمت في انتشار الفوضى والإزدحام وتنامي التجارة الفوضوية على الأرصفة والتي شوهت المحيط العمراني والبيئي للثنية. من جهة أخرى أوضح مصدر مسؤول ببلدية الثنية أن السلطات الوصية اتخذت قرار تحويل المحطة من أجل تنظيم حركة المرور وازالة النقطة السوداء التي أرّقت المسؤولين لسنوات عدة، أما بخصوص اضراب التجار فهو بمثابة بلبلة لحساب مصالحهم الشخصية فقط دون الأخذ بعين الإعتبار المصلحة العامة للمواطن بالدرجة الأولى والهدف الرئيسي منها هو خلق فوضى وتعطيل مصالح الناس، حيث استنكر بعض المواطنين القاطنين بالقرب من المحلات التجارية هذا الإضراب مؤكدين أنهم اضطروا إلى التنقل إلى البلديات المجاورة من أجل قضاء حاجياتهم، خاصة ما تعلق بالمواد الإستهلاكية، كما أن بعض المواطنين استحسنوا تحويل المحطة والتي أصبحت تتواجد بالقرب من محطة النقل بالسكة الحديدية، بعدما كان المسافرون يقطعون مسافة كبيرة من أجل اللإلتحاق بالمحطة وعزوف الناقلين على التوقف بالقرب منها.