فضحت كواليس بداية تحالفات الأحزاب السياسية للضفر برئاسة وتسيير 1150 مجلس بلدي و46 مجلسا ولائيا، التي لم تحل وضعيتها بعد"عورة" حزب جبهة القوى الاشتراكية، الذي لا طالما تغنى قادته باحتواء الأفافاس لجميع شرائح الجمهورية الجزائرية كونه حزب وطني بالدرجة الأولى وليس حزبا جهويا، كما يصفه منافسوه . قرر حزب "الدا حسين" التنازل عن كل اللجان وصلاحيات تسيير بلدية عين البنيان غرب العاصمة لغريمه اللدود التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، الذي حصد خلال استحقاق ال29 نوفمبر خمسة مقاعد من أصل 23 مقعدا، والاحتفاظ فقط بالرئاسة كخطوة يهدف من ورائها إلى غلق جميع المنافذ في وجه الأفلان. وبحسب المعلومات الواردة إلى "السلام" فإن قواعد الأفافاس على مستوى عين البنيان قررت التكتل مع قواعد حزب خليفة سعيد سعدي من باب الجهوية المطلقة، حيث باشرت مفاوضاتها مع عدوها اللدود ومنافسها الشرس في جميع الاستحقاقات السابقة على مستوى منطقة القبائل، آخرها الاقتراع المزدوج للمجالس البلدية والولائية التي احتل فيها المرتبة الرابعة بعدما فاز برئاسة 13 بلدية بالأغلبية المطلقة، في مقابل تواجد جبهة القوى الاشتراكية على مستوى 11 بلدية، من منطلق قطع الطريق على جبهة التحرير التي رأى فيها مناضلو الحزبين حرمان "العرب" من رئاسة بلدية عين البنيان حسب قولهم، مبرزة إصرار تشكيلة حسين آيت أحمد على حرمان حزب جبهة التحرير الوطني من رئاسة وتسيير المنطقة، بالرغم من فوزه بثمانية مقاعد من مقاعد المجلس الشعبي البلدي. وبشأن هياكل بلدية عين البنيان وتسيير لجانها أوضحت مصادرنا بأن الأفافاس تنازل عن رئاسة جميع المصلحات واللجان التي يخوله قانون البلديات ترأسها، على غرار مصلحتي الحالة المدنية والبناء والعمران لصالح حزب محسن بلعباس خليفة سعيد سعدي على رأس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، ليحرم الحزب العتيد من المشاركة في تسيير البلدية، وقالت المصادر ذاتها بأن الأفافاس ينتظر إعلان المجلس الدستوري عن النتائج الرسمية النهائية لاقتراع ال29 نوفمبر، ومباشرة تنصيب هياكل المجالس اللامركزية لتنفيذ مخططه، مستغربة تناقض شعارات الحزب المحسوب على المعارضة الذي كشفت مؤامرته الأخيرة بحسبها عن خضوعه للجهوية.