فجر الاتفاق الذي وقعته حركة أزواد مع الحكومة المالية بواغادوغو الأسبوع الماضي هذا التنظيم الذي يمثل التوارق في الشمال، فبعد إعلان استقالة مساعد الأمين العام للحركة أكدت قبائل محسوبة عليها الانضمام لحركة أنصار الدين، ونقلت مصادر إعلامية من المنطقة أن قبائل أولمدن وقبيلة اشضنهاران، التي تسكن في إقليم أزواد شمالي مالي، انشقت عن الحركة الوطنية لتحرير أزواد، وذلك من أجل الانضمام لجماعة أنصار الدين الإسلامية المسلحة. وحسب ما أكدته مصادر مطلعة في شمال مالي فإن بجن أغ هوتو، زعيم قبائل اولمدن، أشار إلى أن سبب الانشقاق من الحركة الوطنية هو أنها خذلتهم عندما كانوا يواجهون حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا بمدينة منكا، وتعتبر قبيلة أولمدن قبيلة محلية ذات سيادة تقليدية، تضم مئات المقاتلين، وكانت الحركة الوطنية لتحرير أزواد قد دخلت منذ أسابيع في مواجهات مع التوحيد والجهاد بالمنطقة المحيطة بمدينة منكا، شمالي مالي. وفي سياق متصل أعلن محمد الأمين ولد أحمد مساعد الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير أزواد الأربعاء ،انسحابه الكامل من الحركة، مبرراً قراره بالتنازلات التي قدمها وفد الحركة الذي يفاوض الحكومة المالية في وغادوغو، عاصمة بوركينا فاسو، وكانت وفود من حركتي تحرير أزواد وأنصار الدين وكذا الحكومة المالية شاركوا، الثلاثاء الماضي، في أول محادثات بواغادوغو توجت بتصريح وزير خارجية بوركينا فاسو جبريل باصولي للصحفيين بأن "وفود الحكومة وجماعة أنصار الدين والحركة الوطنية لتحرير أزواد اتفقوا على احترام الوحدة الوطنية لمالي، ورفض أي شكل من أشكال التطرف والإرهاب". ونفى نائب رئيس المجلس الانتقالي الأزوادي الذي قاد وفد حركة أزواد ما تناقلته وكالات الأنباء، من أن حركته توصلت إلى اتفاق مع الحكومة المالية بشأن محاربة الإرهاب والحفاظ على وحدة مالي، بشكل يؤكد حجم الخلافات في داخل التنظيم تجاه هذه الخطوة. وقال مهمدو جيري مايغا في تبريره لما صدر كبيان حول المفاوضات مع باماكو، أن اللقاء الذي تم بينهم وبين وزير خارجية مالي السيد تيمان كوليبالي - كان مجرد محاولة لفتح قنوات اتصال وبعث نوع من الثقة بين الطرفين في امكانية التوصل إلى حل يرضي الطرفين في المفاوضات الرسمية، وأضاف إلى أن العالم يتابع ما يجري في أزواد بنوع من الشغف الاعلامي المتزايد، ولكن على الرغم من ذلك لا يتعاطى مع قضيتنا بالايجابية.