يعيش سكان قرية الشتاتحة التابعة لدائرة مجانة بولاية برج بوعريريج، حياة البؤس والشقاء منذ مدة طويلة وهذا لغياب ضروريات الحياة بقريتهم التي لا تبعد إلا ببضع كيلومترات عن مقر الدائرة، حيث يعاني مواطنوها العديد من المشاكل التي نغصت عليهم حياتهم، ودفعت بغالبيتهم الى الهجرة والنزوح نحو المدينة بحثا عن مناصب شغل وتجنبا لحياة الفقر والحرمان الذين يعانون منها في القرية. أكد السكان الذين التقينا بهم بان مشاكلهم لم تلق الآذان الصاغية من طرف المسؤولين الذين لا يفتؤون يخلفون وعودهم ويضربون بمطالبهم عرض الحائط،حيث يتصدر مشاكلهم المياه الشروب التي لا يرونها إلا مرة في الشهر، ويعتبر غياب المياه الشروب عن سكان القرية من الضروريات والمطالب التي رفعوها الى المصالح المعنية عدة مرات. اين اكدوا ان المياه الصالحة للشرب لا تزور حنفياتهم الا مرة كل شهر، مما دفع بالكثيرين الى اقتناء الصهاريج الباهضة الثمن و التي يتعدى سعرها ال800 دج للصهريج الواحد، اما محدودي الدخل فهم يستعملون الطرق التقليدية لنقل قرب الماء من الينابيع الطبيعية عن طريق الاحمرة و البغال بغض النظر عما ينجر عن هذا الامر من امراض، وجراء تخزينها لمدة طويلة من شانها الفتك باهالي القرية. هذا وبالرغم من علم السلطات البلدية بهذا الامر الا انها في كل مرة تتحجج بعطب في المضخة الرئيسية، ليبقى الأهالي يعانون من نقص المادة خاصة في فصل الصيف الذي تكثر الحاجة فيه للحياة بما ان الماء هو الحياة كلها. القمامة تغزو القرية والحاويات المطلب الرئيسي للسكان اضافة الى هذا المطلب يناشد سكان قرية الشتاتحة، بضرورة رفع القمامة عن منازلهم خاصة وانها متراكمة في شتى الانحاء كما انه في بعض الاحيان تبعثرها الرياح فترى الاكياس البلاستيكية في كل مكان، لذلك فهم يناشدون السلطات البلدية بضرورة رفعها وتوفير حاويات خاصة من اجل وضع القمامة فيها. فمن زار المكان يجدها ديكورا في مدخل القرية وكذا عند باب المسجد، اين اصبحت الروائح الكريهة تملأ المكان وتعج بالقمامة خاصة وان المنطقة ريفية و معروفة بتربية المواشي والدواجن، وهو ما زاد الطين بلة عندما تتساقط الامطار وتسطع الشمس فلا ترى احدا في القرية نظرا لانتشار تلك الروائح الكريهة والحشرات السامة والغريبة التي تترك اثاراان حطت على جسم انسان خاصة الأطفال. وفي الجانب الاخر فقد طالب السكان برفع القمامة عنهم في اقرب وقت ممكن خوفا من اصابتهم وابنائهم بامراض فتاكة لا يقدرون على علاجها، خاصة وانهم محدودي الدخل وجلهم يعيشون على كسب قوتهم اليومي فقط. تعبيد الطريق الرئيسي والتهيئة الحضرية من أهم المطالب كما لا تخلو مطالب الشتاتحة من مطلب تعبيد الطريق الرئيسي الذي يربط القرية بمقر الدائرة، اضافة الى قرى اخرى كالدواديش والممتد على مسافة الثلاث كيلومترات، حيث اصبح لا يصلح حتى لسير الحيوانات نتيجة اهتراء كل شبر منه، كما اضحت برك المياه تعج به خاصة ونحن في الفصل المطير اين اصبح من المستحيل عبور المركبات عليه. اضافة الى هذا يطالب السكان بالتهيئة الحضرية وتعبيد الطرقات الداخلية الترابية للقرية فبعدما كان مشروعا مسجلا وبداية الاشغال فيه ستنطلق قريبا الا انه اصبح حلما يستحيل تحقيقه، بعد ان تم معارضته من طرف احد السكان المقيمين خارج القرية حيث يمتلك قطعة ارض رفض عبور الطريق فوقها، مما جعل المصالح المعنية تتراجع عن هذا المشروع وتم منحه الى جهات اخرى. وهو ما قضى على امال مواطني القرية في تحسين وضعهم المعيشي وجعلهم في مصاف القرى التي تنعم ولو بالقليل من الطمأنينة والاستقرار، واضافة الى هذه النقائص اعرب لنا شباب المنطقة بان وسائل الترفيه غائبة تماما عن قريتهم، فهم محرومون من ممارسة أي نشاط كاقرانهم في قرى اخرى فلا دار شباب ولا مقهى ولا حتى دكان صغير انجز في هذه القرية النائية. فهم لا يجدون أي ملجأ يتجمعون فيه او تبادل اراء او ما شابه ذلك فهم شباب يعيشون عمر الشيوخ بسبب اشتراكهم في نفس الإهتمامات اليومية. واكدوا ان بناء دار شباب في القرية من شأنه الرفع من قيمتهم وابراز مواهبهم الشابة بدلا من الانحراف خاصة في اوساط الشباب الذين المت بهم البطالة الخانقة ولم يجدوا السبيل للخلاص من ذلك، الأمر الذي زاد من تخوف اوليائهم الحريصين على سمعة ابنائهم وفلذات اكبادهم على ان يغدر بهم الزمان والعزلة التي يعيشونها فيصبحوا من الخاسرين.