باتت فكرة الزعامة الميزة الأكثر حضورا في طريقة قيادة الأحزاب السياسة الجزائرية بغض النظر عن التوجه الإيديولوجي والانتماء السلطوي منذ ظهور التعددية الحزبية، حتى قضي تماما على مبدأ أساسي في الديمقراطية الذي يعرف بالتناوب عن السلطة أو القيادة، وما يميز الساحة السياسية الحزبية في الآونة الأخيرة هو بروز تيارات في مختلف الأحزاب مناوئة للأمناء والرؤساء الذين عمروا في القيادة لسنين طويلة، وتطالب بالتناوب وتندد بتسلط القيادات، ولقد نجحت بعض هذه الحركات في إبعاد زعمائها وآخرها استقالة الأمين العام الأرندي أحمد أويحيى.2012 عام تمزّق الأحزاب وبزوغ الحركات التقويميةعرفت العديد من الأحزاب انشقاقات وبزوغ كبير لحركات تصحيحية وتقويمية هزت كراسي القيادات خلال سنة 2012 التي كانت حافلة بالمواعيد الانتخابية، وكانت قيادات الأحزاب الكبيرة مستهدفة بالدرجة الأولى وعلى غرار أحزاب التحالف الرئاسي.يعيش الحزب العتيد أزمة داخلية خانقة، منذ تشكل الحركة التقويمية التي تطالب برحيل عبد العزيز بلخادم، متهمة إياه بالتسلط والفشل، وشهدت الدورة الاستثنائية السادسة للجنة المركزية في الصيف الفارط تأزما كبيرا للأوضاع آلت إلى استعمال العنف، في حين تشكلت حركة تصحيحية في الأرندي مستهدفة أحمد أويحيى قبل التشريعيات، مستثمرة في غضب إطارات الحزب من حرمانهم من الترشح. من جهته واجه رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي، محاولة انقلاب إطاراته في الحزب بعد منعه من عقد مؤتمر الحزب في شهر جوان الفارط، في حين استمرت الأزمات الداخلية في حمس بعد الانقسام الذي تبع المؤتمر الرابع مع مناصرة في 2008، جاء دور انشقاق الكثير من الإطارات في صيف 2012 وعلى رأسهم وزير الأشغال العمومية عمار غول الذي أنشأ حزب تاج.