حملوا إياه الغليان الذي يعيشه القطاع وسد جميع قنوات الحوار احتج مؤخرا مئات عمال وممارسي الصحة العمومية أمام مقر مديرية الصحة بولاية سيدي بلعباس، بسبب الظروف المزرية التي يزاولون فيها مهامهم سيما عقب إقدام المديرية المعنية على وضع نفس الأسماء من أطباء وشبه الأطباء ضمن القوائم المرابطة في مستشفى دحماني سليمان المخصص لمرضى كوفيد 19، الأمر الذي اعتبره هؤلاء بغير المنطقي و"حقرة" علنية لفئة محددة من الجيش الأبيض التي لم تر عائلاتها منذ أربعة أشهر. طالب المحتجون بالاعتماد على نظام المداولة على الخدمة في مستشفى كورونا حتى يتسنى للعاملين الحاليين أخذ قسط من الراحة، متهمين الإدارة بفرض على بعض الأطباء وأعوان الشبه الطبي العمل داخل المصلحة رغم حيازتهم على ملفات طبية تثبت إصابتهم بأمراض مزمنة، مهددين إياهم باتخاذ في حقهم إجراءات قانونية تصل إلى حد التوقيف عن العمل في حالة عدم الالتحاق بمناصبهم، كما ندد أيضا مختلف النقابين وممارسي الصحة العاملين بالمؤسسات الخمسة المنتشرة عبر التراب الولائي خلال وقفتهم الاحتجاجية بالظروف المزرية التي يمارسون فيها نشاطهم، معلنين عن تضامنهم التام والمطلق مع العاملين في مصلحة كوفيد 19، هؤلاء وفي ظل انعدام الإمكانيات المادية والبشرية يؤدون نشاطهم. ففي ذات السياق استنكر أمين الفرع النقابي لمستشفى دحماني سليمان سياسة التهميش واللامبالاة التي يتبعها المدير الولائي للصحة إزاء مطالبهم سيما لرفض هذا الأخير تدعيم المصلحة بأعوان شبه طبي جدد استدراكا للنقص المسجل، مضيفا بأنه من غير المنطقي أن يتكفل 4 ممرضين فقط بأكثر من 88 مريضا بالكوفيد 19 في ظل غياب أدنى وسائل الوقاية والحماية لمواجهة هذا الفيروس، كما طالب المحتجون بتوفير إقامة لائقة لعمال مصلحة كوفيد 19 بعدما تم طردهم بطريقة مهينة من فندق ايدن أمام اعين المسؤولين عن المديرية الوصية، داعين في ذات السياق وزير الصحة إلى التدخل ومعاقبة المدير الولائي الذي يجب حسبهم إقالته من منصبه بسبب تدهور وضع قطاع الصحة منذ تنصيبه على رأسه، محملين إياه الغليان الذي يعيشه القطاع من فوضى وسد جميع قنوات الحوار بين مستخدمي الصحة والإدارة، ومن جهته قال مدير الصحة لولاية سيدي بلعباس بأن جل المطالب التي رفعها المحتجون لا تمت بأي صلة للمشاكل الاجتماعية والمهنية، وبالتالي هي مطالب خارجة عن نطاق اختصاصه على غرار مشكلة الإيواء عمال مصلحة كوفيد 19، كما فند المتحدث ذاته تسجيل أي نقص في وسائل الحماية والوقاية المتوفرة حسبه بكثرة على مستوى مستشفى الكوفيد، مضيفا بأن تزايد أعداد المصابين بهذا الفيروس الخطير خلق ظروف عمل صعبة، كما وضع الطاقم الطبي تحت ضغط كبير، وهذا حسبه أمر منطقي ما دفع بمصالحه إلى تدعيم فرق المناوبة بالمستشفى المعني من أطباء وشبه أطباء وحتى عمال النظافة، داعيا الجميع إلى مراعاة الظرف الحالي خاصة وان أبواب مديرة الصحة مفتوحة أمام جميع مستخدميها.