تسببت موجة الاضطرابات الجوية الأخيرة التي عصفت بولاية تيزي وزو، على غرار باقي ولايات الوطن في عزل العديد من البلديات والقرى النائية خاصة الجبلية منها، نتيجة قطع الطرقات بسبب الأمطار الغزيرة والثلوج الكثيفة والتي تعيق حركة المرور وتسببت أيضا في تواصل الانجرافات والانزلاقات للتربة من جبل «أزرو نطهور» ببلدية إيليلتن في دائرة إيفرحونان، وتهدد بذلك حياة السكان الذين أجبرهم الوضع على مغادرة مساكنهم هربا من الموت المحقق، ومن جهة اخرى عادت سلسلة الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي إلى الواجهة بعد تلك التي شهدتها الولاية خلال موسم الصيف الفارط، وامتدت إلى شهر رمضان وهو الأمر الذي تسبب في خسائر مادية معتبرة خاصة للتجار الذين يعتمدون على الكهرباء في عملهم اليومي. طرقات مغلقة ومديرية الأشغال العمومية تتأهب لمواجهة أي طارئ خلّفت الأمطار المتهاطلة والثلوج الكثيفة التي لا تزال تتساقط على المرتفعات الجبلية لولاية تيزي وزو، في شل حركة المرور وعزل العديد من المناطق والبلديات عن عاصمة الولاية، بسبب قطع محاور الطرقات الوطنية منها والولائية على غرار الطريق الوطني رقم 15 الرابط بين تيزي وزو وولاية البويرة، على مستوى «فج تيروردة» بمنطقة إيفرحونان والطريق الوطني رقم 12 الرابط بين مدينة تيزي وزو وولاية بجاية، وذلك على مستوى بلدية إيعكوران، هذا بالإضافة إلى الطريق الوطني رقم 30 الذي أغلق أمام حركة السير بمنطقة «تيزي نكولال» إلى جانب الطريق الولائي رقم 251 ب«فج شلاطة»، وتفاديا لأي طارئ يمكن حدوثه في مثل هذه الظروف الطبيعية القاسية سخرت مصالح مديرية الأشغال العمومية بالولاية، أزيد عن 39 آلة لفتح الطرقات امام حركة السير على غرار الجرارات، كاسحات الثلوج ومختلف التجهيزات الأخرى، وحسب مصادر مقربة من ذات المديرية، فإن الوضع متحكم فيه حاليا وسيتم تنصيب خلية أزمة تحسبا للتدخل السريع في حال غلق الطرق بسبب الثلوج المتراكمة بها. .. وخطر إنزلاقات التربة من جبل «أزرو نطهور» يهدد سكان إيليلتن يتواصل منذ بداية الإضطرابات الجوية إجلاء العائلات التي تقع مساكنها على مستوى قرية «آث عيسي أويحيى،» تحت سفح جبل «أزرو نطهور» في بلدية إيليلتن بدائرة إيفرحونان أقصى شمال تيزي وزو، حيث لا تزال العملية التي إنطلقت منذ عدة أسابيع متواصلة إلى غاية الإجلاء الكلي للسكان، وذلك تفاديا لخطر فيضان نهر «بوشكير» الذي إمتلأ عن آخره بفعل الإنزلاقات المتواصلة من أعالي الجبل المذكور، والذي يحمل معه الأشجار والصخور الكبيرة مهددا بذلك بلدية بأكملها بالزوال، ليجد المواطنون أنفسهم منكوبين موزعين على أهاليهم منذ بداية الظاهرة السنة المنصرمة، والتي تتواصل لحد الساعة بفعل الثلوج والأمطار المتهاطلة على الولاية دون إنقطاع. للإشارة فإن العديد من سكان القرى الواقعة أسفل جبل «أزرو نطهور» يعيشون خطر إنزلاقات التربة الناجم عن ظاهرة تجمع المياه الجوفية على سفحه، بسبب الثلوج الكثيفة التي عصفت بالمنطقة السنة المنصرمة، متبوعة بتهاطل غزير للأمطار لتتصدع منها كميات معتبرة من المياه والأوحال ،وإنفجرت لتندفع نحو القرى الواقعة أسفل الجبل على مسافة قاربت 4 كلم، ووصل زحفها إلى وسط مدينة إيليلتن. وجرفت معها الصخور والأشجار وكل ما صادفته في طريقها، حيث خلفت هذه الظاهرة خسائر جد معتبرة في الثروة الحيوانية والنباتية التي تزخر بها هذه المنطقة الواقعة على علو يزيد عن 1800 متر عن سطح البحر، وعلى بعد حوالي 80 كلم عن عاصمة الولاية تيزي وزو، وحسب السكان الذين لا تزال حالة الرعب والهلع تعصف بهم لحد الساعة بسبب تواصل هذه الظاهرة وعدم إستقرارها، فإنهم إستيقظوا في إحدى ليالي شهر أفريل المنصرم، على وقع دوي إنفجار يشبه البركان لتعلن حالة طوارئ بالمنطقة، وتتشكل خلية أزمة ويتم إجلاء ما لا يقل عن 100 عائلة تقع بيوتها أسفل الجبل في قرية «آيت عيسى أويحيى»، ورغم إيفاد فرقة تقنية إلى المنطقة تتكون من مهندسين، تقنييين، خبراء في الجيولوجيا وعلم الزلازل، بالإضافة إلى ممثلين عن مديرية الأشغال العمومية والبيئة والغابات في الولاية، قصد معاينة الوضعية عن قرب وإيجاد الحلول الناجعة لوقف الإنزلاقات وزحفها نحو القرى ووسط المدينة، إلا ان الخطر لا يزال يتربص بالسكان، وقد إتخذت السلطات الولائية كل الإحتياطات والإجراءات اللازمة لتفادي الخسائر البشرية المحتملة، فيما قامت مديرية الأشغال العمومية بوضع مخطط وجيه ومباشرة أشغال الترميم والتهيئة للجسر العابر بالمنطقة، بالإضافة إلى إنجاز جسر آخر لتسهيل حركة المرور و فك الخناق المفروض على السكان منذ بداية الأزمة السنة المنصرمة. الإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي تعود إلى الواجهة يواجه سكان عدة قرى في تيزي وزو، اوضاعا لا يحسدون عليها نتيجة الإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي منذ عدة أسابيع، لتزداد حدة خلال الاضطرابات الجوية الأخيرة واضطرهم الوضع إلى العودة للحياة البدائية وإستعمال الشموع والمصابيح التقليدية للإضاءة، ويأتي هذا الانقطاع للتيار الكهربائي في وقت يحتاج فيه السكان إلى إستغلال الطاقة الكهربائية بشكل لافت، حيث تشهد درجات الحرارة انخفاضا شديدا، ويعاني سكان سيدي علي موسى في دائرة معاتقة، كثيرا من المشكل الذي يكبّدهم خسائر فادحة في الأجهزة الكهرومنزلية على غرار الثلاجات والتلفزيون والمدافئ الكهربائية التي تعتمد عليها غالبية العائلات للتدفئة، في ظل عدم إستفادتها من الغاز الطبيعي وصعوبة الحصول على قارورات غاز البوتان المكلفة، ويقول السكان ان التيار الكهربائي يظل بين مد وجزر وينقطع دون سابق إنذار ليعود فجأة وبشدة أقوى مما كان عليه سابقا، ويسبب تلف مختلف التجهيزات التي تعتمد على الطاقة الكهربائية، ما ولّد لديهم حالة من الغضب الشديد خاصة التجار الذين يعتمدون على مثل هذه الأجهزة في محلاتهم التجارية، ومن جهتهم أعرب سكان قرية «إيمالوسان» في بلدية تيميزار عن إستيائهم من المشكل الذي يعد القاسم المشترك بين عدة قرى في الولاية، خاصة في الفترات المسائية التي تشهد إستغلالا واسعا للطاقة الكهربائية ما يؤدي إلى إنقطاع التيار الكهربائي لتغرق بذلك العائلات في ظلام دامس، وهو ما أثار تذكر سكان هذه القرية الذين تلقوا قبل أربعة أشهر وعودا من مصالح مديرية سونلغاز لتزويد منطقتهم بمحول كهربائي جديد قصد حل مشكل الإنقطاعات نهائيا، إلا أن المشروع لم يعرف النور لحد الساعة مثلما صرح به السكان.