بعد حصول بعض التلاميذ على معدل صفر مع حالة غش..النقابات تجمع: غموض يلف نتائج البكالوريا ونسبة النجاح لا يمكن أن تتعدى 45 بالمائة حملت النقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين "ستاف"، الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، مسؤولية الأخطاء التي وقعت في أوراق الإجابات لمترشحي لبكالوريا 2020، وبالمقابل أكدت النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "السناباست" أن العامل البشري هو السبب، حيث تفاجأ بعض التلاميذ بحصولهم على معدل صفر مع حالة غش أثناء استلامهم للكشوفات بعد الإعلان عن نتائج الباكالوريا. وفي السياق، أكد الأمين العام ل"الستاف" بوعلام عمورة، في تصريح خص به أمس "السلام"، أن الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، هو المسؤول الأول عن الأخطاء التي وقت في أوراق التصحيح، والتي تحصل بموجبها المترشحون على معدل صفر، واعتبر هذه الواقعة "لا عدل". واستغرب حصول هؤلاء المترشحين على معدل صفر، جراء الغش، وطالب الهيئات المعنية بتقديم تقرير يثبت ارتكاب التلاميذ لعمليات الغش الذي يكون داخل مراكز اجتياز الامتحان وليس بمراكز التصحيح. وطالب الأمين العام ل"الستاف" بالتحقيق في القضية ومعاقبة المتورطين، حتى لا تتكرر مثل هذه الأخطاء في المستقل، حيث أوضح أن المشكل نفسه وقع في سنة 2016، ولم يحاسب أي أحد، مشيرا إلى أن مثل هذه الأخطاء تؤثر سلبيا على التلاميذ. في المقابل، أكد قعيد عبد الكريم الأمين العام الوطني لنقابة مديري المدارس الابتدائية "سناباست"، أن العامل البشري وراء وقوع مثل هذه الأخطاء في أوراق الإجابات بالنسبة لمترشحي باك 2020، وأرجع سبب ذلك إلى العدد الكبير لهذه الأوراق. وأضاف قعيد عبد الكريم، أن عملية تصحيح الأوراق، تخضع لعدة خطوات، بدءا من مركز الامتحانات إلى مركز التجميع وانتهاء بمركز التصحيح، موضحا أن ورقة التلميذ الممتحن تتنقل في غلاف مغلق تحمل رقم سري موحد، مشيرا إلى أنه من المحتمل وقوع أخطاء خلال هذه الخطوات. في السياق ذاته، أوضح الأمين العام الوطني ل"سناباست"، أنه من المحتمل أيضا، أن يكون هناك خطأ من خلال اعتبار المترشح غائب في بعض المواد، رغم أنه كان حاضرا فيها، وأرجع سبب وقوع مثل هذه الأخطاء إلى عوامل بشرية، وبين أن هناك غش مصرح به من مركز إجراء الامتحان وآخر مصرح به من مركز التصحيح. وعن إمكانية إيجاد حلول لتفادي الوقوع في مثل هذه الأخطاء، أكد قعيد عبد الكريم، أن الأوضاع ستتحسن مستقبلا، من خلال الآليات الجديدة التي ستدخلها وزارة التربية الوطنية، إلا أنه أوضح أن عامل الخطأ وارد دون قصد، داعيا إلى ضرورة تضافر الجهود لمنع تكرارها. يذكر أن بعض مترشحي باكالوريا 2020 ، تفاجأوا خلال استلامهم للكشوفات، بحصولهم على معدل صفر مع حالة غش، رغم تأكيداتهم بعدم ارتكابهم أي غش أو غيابهم في الامتحان. زمن جهته، أكد مسعود بوديبة الأمين الوطني المكلف بالإعلام بالمجلس الوطني المستقل لأسلاك التربية، عن وجود غموض كبير يلف حول نتائج البكالوريا التي أعلنتها وزارة التربية. واستغرب بوديبة عدم ارتفاع النتائج مقارنة مع السنة الماضية، واعتبر أن نسبة النجاح تتطابق مع الواقع، والجهد المبذول في الثانويات من قبل الأساتذة، واصفا إياها بالنسبة المحترمة. من جهته قال صادق دزيري رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، إن النسبة الحقيقية للنجاح لا يمكن أن تتعدى 45 بالمائة، وأرجع بلوغها أكثر من 55 بالمائة إلى عدد التلاميذ المتحصلين على شهادة البكالوريا بمعدل 9 من 20، بينما أعلنت وزارة التربية أن نسبة الناجحين بمعدل 9 لا يتجاوز 1 بالمئة. و رغم أن النسبة المُتحصّل عليها متقاربة مع السنوات الماضية، إلا أن الأمين العام لمجلس ثانويات الجزائر "الكلا" زبير روينة يرى أن القرارات الشعبوية وغير البيداغوجية أثرت نوعا ما على النتيجة. وأكّد روينة أن "الكلا" تريد أن تكون النسبة تعكس المستوى الحقيقي للتلميذ، موضحا أنه انطلاقا منها يمكن أن نقوم بالتشخيص الحقيقي، مشدّدا على أن البكالوريا ليست محطّة لفرحة آنية عابرة. وأضاف أن الجزائر لم تصل بعد إلى المستوى المطلوب لأن نسبة 55 بالمائة نجاح يقابلها 45 بالمائة رسوب، ما يمثل 300 ألف تلميذ راسب، متسائلا عن مصيرهم، هل هم مشروع "حرقة"؟ متوقعا أن أغلبيتهم سيكون مصيرهم الشارع.