بسب الاستهتار بإجراءات الوقاية، إقامة الأعراس والاكتظاظ بالأسواق تعرف ولاية جيجل منذ حوالي الشهر، إرتفاعا رهيبا لعدد الإصابات بفيروس كورونا، مما جعل المستشفيات الثلاثة بالولاية ومختلف المصالح الإستشفائية في حالة تشبع تام، وأدخل الولاية في حالة إنعاش بحكم أن كل المستشفيات أغلقت أبوابها ولم تعد قادرة على استقبال أي مريض، كما تم تخصيص بعض المؤسسات العمومية الإستشفائية وتحويلها إلى عيادات خاصة بمرضى كورونا على غرار عيادة العالية بحي موسى بعاصمة الولاية. ع.براهيم رغم كل هذا فالوضع خرج على السيطرة فعلا وهو ما إعترف به والي الولاية على هامش الإحتفالات باليوم الوطني للصحافة الذي أكد أن الوضع بات مقلقا فعلا، لتبقى أسباب هذا التفشي الكبير واضحة جدا رغم محاولة التغاضي عنها بعد أن كانت الولاية لا تسجل إلا حالات تعدد على الأصابع أسبوعيا وحتى شهريا. موسم الاصطياف..الشرارة الأولى التي رفعت عدد الإصابات بمجرد إعلان السلطات عن فتح الشواطئ حتى حج إلى ولاية جيجل الملايين من المصطافين والسياح من مختلف ولايات الوطن، حيث سجلت المصالح المختصة عدد 3.5مليون زائر خلال فترة الصيف الماضية، وهو الرقم الأول وطنيا في نسبة إستقبال الزوار، حيث إختلطت الأجناس والأصناف من كل حدب وصوب وسط إستهتار كبير من المصطافين وصعوبة فرض إجراءات الوقاية والتباعد الإجتماعي على مستوى الشواطئ وأماكن التنزه، وهو ما جعل أرقام الإصابات يعرف إرتفاعا ملحوظا في منحنى تصاعدي كان ينبئ بأن القادم أسوء وخطير فعلا. أعراس كثيرة وسهرات صاخبة حتى منتصف الليل مما زاد الطين بلة والوضع خطورة هو قضية الأعراس حيث أنه وبمجرد فتح عقود الزواج، شهدت ولاية جيجل موجة أعراس كبيرة، والأمر أنهم لم يكتفوا بزواج بسيط وعشاء خفيف للعائلة الصغيرة وفقط، بل أقاموا أعراس كبيرة ومدعويين بالآلاف من مختلف ولايات الوطن وسهرات ورقص حتى منتصف الليل مستغلين غفلة مصالح الأمن أو إنشغالهم بقضايا أخرى، وكأن الأمر لا يعنيهم وهذا الفيروس في كوكب آخر، لكن بمجرد نهاية كل عرس تبدأ بسماع إصابات في عائلات العريس والعروس والمدعوين، وهو ما جعل المصالح الطبية في الولاية عاجزة عن إستوعاب هذه الأعداد الكبيرة خاصة وأن المنظومة الصحية في الولاية ضعيفة ومنهارة حتى بدون وباء، فما بالك بعد تفشي هذا الفيروس، حيث يتحمل المواطن جزءا كبيرا من هذه الوضعية التي تعيشها الولاية اليوم. الأسواق اليومية والأسبوعية هي الأخرى ساهمت في انتشار انتشار الفيروس كان للأسواق اليومية والأسبوعية أيضا نصيب من إرتفاع عدد الإصابات بالفيروس، فالمتجول يلاحظ غياب أدنى شروط الوقاية داخل هذه الأسواق، إكتظاظ كبير وعدم إرتداء الكمامات، وخاصة في السوق الأسبوعي للمواشي التابع لبلدية قاوس والذي يستقبل في كل نهاية أسبوع الآلاف من الباعة والمشترين من جميع الولايات الشرقية للوطن وسط زحمة كبيرة وغياب كلي لشروط التباعد والوقاية ووسط أيضا صمت مصالح الأمن خاصة وأنه يقع على قاعة الطريق الوطني رقم 77، لأن الوضع كان ينبئ بحدوث كارثة وبائية، وفي حديث هامشي مع أحد رجال الأمن قال بأن فترة الحجر الكبيرة أضرت كثيرا بالتجار والمواطنين وجعلتهم يعانون فقرا مدقعا حيث إنهارت مستويات المعيشة لأدنى مستوياتها وهو ما دفع مصالحه للتغاضي والتساهل نوعا ما وغض البصر، لكن التجار والمشترين لا يحترمون على الأقل إجراءات الوقاية كوضع كمامة أو إحترام مسافة التباعد. لتبقى الآن إحتمالية فرض حجر خاص على ولاية جيجل واردة جدا في ظل التفشي الرهيب للفيروس وعجز الأنظمة الصحية بالولاية على إحتواء الوضع في ظل النقص الكبير في المعدات الطبية وخاصة أسرة الإنعاش وصهاريج الأكسجين، حيث يناشد تدخل وزير الصحة للوقوف على حجم الوضع الصحي المأساوي الذي ألم بعروس المتوسط جيجل.