يعيش مواطنو قرية السهريج 3 كم عن بلدية الميلية في ولاية جيجل، ظروفا في غاية الصعوبة بعد حرمان قريتهم من ضروريات الحياة الكريمة لاسيما في جانبها التنموي جراء التهميش المتواصل والمفروض عليهم، إذ لم تستفد -حسب هؤلاء السكان- من مشاريع تنموية إلا من بعض العمليات البسيطة التي لم تستطع تغيير وجه القرية نحو الأحسن. القرية التي يزيد تعداد سكانها عن ال4 الاف قاطن، كشف مواطنوها عن فشل المساعي التي كانت مع مختلف مسؤولي البلدية من أجل دفع عجلة التنمية نحو الامام بالقرية، وذلك من خلال برمجة مشاريع تنموية كفك العزلة عن بعض التجمعات السكنية وتعبيد الطريق الرئيسي الذي يربطهم بالطريق الوطني رقم 27، زيادة عن حرمان عدد معتبر من طالبي السكن الريفي بحجة أن الأراضي تابعة للدولة، الأمر الذي صعب عليهم استخراج شهادة الحيازة باعتبارها من اهم وثائق ملف الحصول على السكن الريفي، ويعتبرون صيغة السكن الريفي الوحيدة التي تخلصهم من مشكل السكن والمحافظة على أراضيهم وخدمتها، وحتى لا يتخلى عدد منهم عن منطقتهم في اتجاه التجمعات الحضرية وخلق مشاكل للسلطات المحلية لمدينة الميلية. وفي هذا السياق يطالب السكان والي الولاية، التدخل شخصيامن أجل انصافهم من تعنت الإدارة المحلية، التي -حسبهم- منعتهم من حقهم الشرعي في الحصول على مسكن لائق، مطالبين بتسهيل إجراءات الحصول عليه. وعبّر السكان عن حاجة القرية إلى وسائل نقل تصلهم بوسط مدينة الميلية، لإقتناء مايلزمهم من اسواقها، وقالوا ان القرية ماتزال تحكمها مظاهر التريف بعدما غيبت عنها علامات التمدن ومنها شبكتي المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي، ومازاد في معاناتهم وآلامهم هو حرمانهم من الغاز الطبيعي رغم أن الأنبوب الرئيسي للغاز يمر عبر قريتهم الهادئة، كما أن أغلب حجرات المدرسة الوحيدة قديمة ومهترئة تتطلب التدخل العاجل من أجل تعويضها بأخرى أكثر أمنا وسلاما على حياة التلاميذ، ولم يخف مواطنو القرية انزعاجهم وتخوفهم من تنامي ظاهرة سرقة المواشي، التي قالوا بشأنها أنها تزداد يوما بعد يوم، وانهم لم يعودوا كالسابق مطمئنين على مواشيهم التي تعد مصدر الرزق الوحيد لهم في غياب فرص العمل، وناشد سكان القرية السلطات المحلية لمدينة الميلية الإلتفات إليها وتنشيطها بمشاريع تنموية تدفع بها نحو الأمام.