تبقى معاناة حوالي 100 عائلة بحي «النخلة» التابع لبلدية الكاليتوس قائمة ولأزيد من 20 سنة وسط ظروف معيشية أقل ما يمكن القول عنها بأنها كارثية و صعبة، أمام درجة الخطورة البالغة التي باتت تشكلها بناياتهم المتهرئة، كون التشققات والتصدعات التي أصابت معظم جدرانها، وفي ظل غياب تام للماء، الكهرباء والغاز وأيضا افتقار الحي لمختلف المرافق العمومية والمنشأت القاعدية، مقابل صمت وتجاهل المعنيين حيال الواقع وتماطلهم في تجسيد وعودهم، فيما يتعلق بترحيلهم إلى سكنات ترقوية. «السلام» تنقلت إلى الحي لرفع انشغال هذه العائلات للمسؤولين لعلها تلقى صدى واستجابة بحلول عاجلة، على الرغم من أن الواقع المعيشي للمواطن و الظروف الصعبة التي يتخبط فيها عموما سكان حي «النخلة» لا تخفى عن أي مسؤول كان، حيث أن السيدة «نعيمة» أم لأربعة أطفال كانت من نساء الحي اللواتي أبدين تأسفهن الشديد من لامبالاة وتجاهل المعنيين لهم، حيث عبرت قائلة «معاناتنا لم يكترث لها أحد.. أنتم تشاهدون بأعينكم هذه هي سكناتنا فبيوتنا تكاد تنهار على رؤوسنا لا سقف يقينا أشعة الصيف أو قطرات المطر، فنحن ولأزيد من عشرين سنة على هذه الوضعية في كل شتاء، حيث أنه وبمجرد تساقط القطرات الأولى من المطر تصبح بيوتنا عبارة عن أحواض للسباحة، فمعظم الأسقف مغطاة بصفائح من «الترنيت» فهلعنا وخوفنا من انهيار بيوتنا على رؤوسنا نلجأ إلى المبيت في الشارع، وعدم تزويدنا بالكهرباء فنحن بدون إنارة الأمر الذي أرغمنا على ايصال بيوتنا بطريقة عشوائية، كذلك الأمر بالنسبة للمياه فمعاناتنا تزيد في فصل الصيف مع صهاريج المياه الباهظة الثمن، فمنذ أن وطئت أقدامنا هذا المكان ونحن نتجرع الويلات مع قارورة غاز البوتان لم يرأفوا بنا ولا بأطفالنا». مشاريع لم تر النور .. حيث أعربت معظم العائلات عن طول انتظارها ومللها من الوعود التي لا زالت حبرا على ورق، ولم تجسد لحد الساعة بالرغم من القرار الرئاسي الذي جاء به رئيس الجمهورية، فيما يخص القضاء على البنايات الهشة من خلال الانفتاح على سياسة التعمير، واستقبال المشاريع السكنية التي تجاوزت 5 سنوات عن إصداره، إلا أنه ولحد اليوم ما تزال عائلات الحي تحت رحمة المسؤولين الذين لم يرأفوا بحالها والذي يزداد سوء يوما بعد يوم، هذا ما جاء في أقوال لأحد شباب المنطقة سمير، «كلما نتوجه إلى البلدية للاستفسار عن مشاكلنا العالقة والمتعددة يقال لنا أن الأمر ليس بيدنا وخارج عن نطاقنا وأنهم في انتظار ما ستصدره الولاية، كونها هي من خولت لها مسؤولية توزيع السكن، ونصيبكم من الاستفادة والترحيل سيكون عن قريب فما عليكم إلا بالصبر»، ويضيف قائلا «المشكل ليس في الجهة المخولة بتوزيع السكن وإنما المشكل في أزمتنا التي طالت ولأزيد من 20 سنة دون تدخل أي جهة». القمامة باتت نقطة سوداء بات مشكل النفايات والمحافظة على المحيط من أولى اهتمامات مواطني الحي، نظرا لدرجة انتشارها الرهيب وبشكل كبير جدا خاصة في عز الصيف، أين تكثر الجراثيم والأوبئة ما يعرض صحتهم للخطر، فقد قال كريم، «ننتظر من البلدية تخصيص حاويات للتفريغ كما فعلت مع باقي أحياء البلدية فالروائح الكريهة وانتشار البعوض بصورة لا تطاق خاصة في فصل الصيف، ومع ارتفاع درجة الحرارة، حيث أنه لا يمكن تحمل الوضع كذلك الأمر نفسه مع تساقط الأمطار، وما زاد من تأزم الوضع هو انعدام البالوعات، حيث أن طرقاتنا تصبح عبارة عن مستنقعات وبرك مائية عادة ما تتسبب في عرقلة المرور، حيث أنه بارتفاع منسوب المياه تصاب محركات السيارات بالعطب لذلك نجبر على المكوث في بيوتنا»، غياب المنشأت الترفيهية بالحي أثار استياء شباب المنطقة خاصة في ظل شبح البطالة الذي بات يطاردهم من جهة وخطر المخدرات والآفات التي توقع بعشرات الشباب يوميا، فقد عبر سمير، قائلا «لم نعد نتوقع منهم أي شيء، فشباب الحي مستقبله ضاع بدون عمل فأين سيلجأ هؤلاء الشباب.. ياللعجب بلدية لا يمكن أن توفر حتى قاعة رياضة لشبابها حقيقة نتأسف لحالنا ولوضعية الحي الذي لم يعرف أي تغيير بالرغم من الوعود التي يقطعها كل مسؤول إلا أن الملموس لم نلتمسه بعد». وفي محاولتنا الاتصال بمسؤولي البلدية للاستفسار عن هذه المشاكل تعذر علينا ذلك بحجة الاجتماعات المنعقدة.