تنتظر أكثر من 900 عائلة بحي النخيل ببلدية باش جراح تجسيد السلطات المحلية وعودها بترحيلها إلى سكنات لائقة بعدما أصبحت حياتهم مهددة في أي لحظة بسبب الوضعية التي آلت إليها سكناتهم القديمة التي يعود تاريخ إنشائها إلى العهد الاستعماري· أصبح سكان حي النخيل يعيشون في خوف دائم بسبب الخطر الذي يحدق بهم في أي لحظة مع قدم البنايات التي أصبحت في وضعية جد مزرية جراء التشققات والتصدعات الخطيرة التي أصابتها خاصة بعد زلزال ماي 2003 الذي زاد من حدة الوضع، وبالتالي فمعظمها آيل للانهيار، وهذا حسب ما أكده سكان الحي العتيق ل ''الجزائر نيوز'' الذين عبّروا في سياق حديثهم عن تذمرهم واستيائهم حيال تماطل السلطات المحلية في إيجاد حل لهم، حيث قدمت لهم مجرد وعود تذهب أدراج الرياح مع كل تغيير للمجلس الشعبي البلدي، وهذا منذ سنوات الثمانينيات، فبالإضافة إلى التصدعات التي تشهدها البنايات التي تشكل لهم معاناة كبيرة خلال فصل الشتاء نتيجة تسرب مياه الأمطار إلى داخل سكناتهم، يعاني السكان من مشكل آخر لا يقل أهمية عن سابقه، وهو ما يتعرّضون له بسبب تضرر قنوات الصرف الصحي نتيجة قدمها· وعلى الرغم من الإصلاحات التي قامت بها مصالح البلدية، إلا أن المشكل لا يزال قائما بسبب انسدادها الدائم، وهذا ما يشكل إزعاجا كبيرا لهم نتيجة المياه القذرة التي تتجمع بالحي والتي بدورها تتسبب في انتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة خاصة في فصل الصيف، حيث تصبح الأوضاع كارثية خاصة مع انتشار النفايات المتراكمة في أركان الحي، وتزيد من حدة مشاكل السكان وضعية الطرقات التي لم تهيأ على غرار أحياء أخرى بالبلدية بحيث تساهم هي الأخرى في عرقلة حركة المرور نتيجة التكسرات التي تعمها والتي تتحول إلى مجموعة من برك المياه والأوحال، بالرغم من الشكاوى العديدة المقدمة إلى السلطات المحلية لتسوية وضعيتهم التي فاق عمرها ال 50 سنة وهي في تدهور مستمر· وزيادة على ذلك، يشتكي سكان الحي من انعدام الأمن، بحيث أنهم عرضة للسرقة والاعتداء من بعض المنحرفين الذين يجدون ضالتهم مع حلول الظلام، خاصة وأن الحي يفتقد إلى الإنارة العمومية· فحسب ما قاله السكان، فإن العديد من الأشخاص تعرّضوا إلى التهديد بالأسلحة البيضاء لسلب ممتلكاتهم، وكل هذا بسبب الحي الفوضوي المحاذي له والمسمى بغابة حي النخيل، والذي أصبح يضم عددا كبيرا من البنايات القصديرية التي شهدت تزايدا منذ سنوات التسعينيات في ظل غياب أي رادع، وبالتالي أصبح مرتعا للمنحرفين، فدخول هذا الحي من قبل الغرباء مستحيل بسبب ما قد يتعرضون له، خاصة وأن البيوت الفوضوية توجد وسط الغابة· وعلى أساس جملة المشاكل التي يعاني منها سكان حي النخيل، فهم يناشدون المسؤولين المحليين لانتشالهم من الخطر الذي يهدد حياتهم وحياة أطفالهم في أي لحظة·