بعد موجة البرد الحادة والثلوج التي اجتاحت الولاية بعد أن عرفت ولاية جيجل منذ حلول شهر ديسمبر الماضي تساقطا كبيرا للأمطار والثلوج ، والتي حطت على المرتفعات التي يبلغ علوها 800 متر وأكثر، مخلفة وراءها موجة برد وصقيع كبير في الولاية، خاصة في المناطق والمرتفعات الجبلية، والتي لم تشهدها الولاية منذ عقود طويلة من الزمن حسب بعض الشهادات من شيوخ كبار السن، هذه الوضعية المناخية خلفت وراءها معاناة كبيرة لسكان المناطق النائية والجبلية بسبب الصعوبة في الحصول على قارورات غاز البوتان للتزود بهذه المادة الحيوية في ظل هذه الظروف، حيث توجد ندرة حادة لقارورات الغاز بسبب صعوبة إيصالها لهذه المناطق جراء الثلوج والأمطار الغزيرة وإنغلاق الطرقات والأزقة المؤدية إلى هذه المناطق، على غرار منطقة بوراوي بلهادف وبني فرقان شرق ولاية جيجل، وكذا بعض المناطق في أعالي مدينة تاكسنة بن ياجيس وجيملة جنوب الولاية، حيث وجد السكان صعوبة كبيرة ومشاكل عويصة وطوابير طويلة من أجل الحصول على قارورة للغاز تقيهم برودة الثلج المتجمد وانخفاض درجات الحرارة، والأمر من كل هذا أن بعض التجار الإنتهازيين والذين يملأ الجشع قلوبهم يقومون ببيع بعض القارورات التي يحصلون عليها من مناطق مجاورة بأضعاف أثمانها، حيث وصل سعر قارورة غاز واحدة بمنطقة بوراوي بلهادف إلى 500 دج وهو ما شكل أمام المواطنين عائقا لإقتنائها بفعل الظروف الإجتماعية الصعبة لأغلب العائلات هنالك وفي مناطق ظل عديدة من ولاية جيجل، وعليه يطالب سكان هذه المناطق النائية والمعزولة والمحرومة من أدنى شروط الحياة من السلطات المحلية مساعدتهم والعمل على توفير قارورات غاز البوتان في مثل هذه الظروف لأنهم يعانون كثيرا من ندرة حادة في هذه المادة الحيوية رغم حاجتهم الكبيرة لها من أجل الصمود ومقاومة البرد الشديد والصقيع المتواجد في مناطقهم بفعل تساقط الثلوج الكثيرة . معاينة مشروع جسر الملاقي وتفقد مختلف مناطق الظل بالعنصر في إطار تطبيق السياسة الحكومية، والقاضية بتفقد ودراسة مشاكل مناطق الظل، قام صباح مؤخرا والي ولاية جيجل عبدالقادر كلكال رفقة رئيس المجلس الشعبي الولائي ومدير الأشغال العمومية ومختلف السلطات المحلية بزيارة تفقدية إلى دائرة العنصر للوقوف على مدى تنفيذ مختلف المشاريع المقترحة في المنطقة والإستماع إلى إنشغالات المواطنين، أين قام الوالي بمعاينة أشغال معالجة النقاط السوداء على مستوى حي بن باديس بالمدخل الغربي لبلدية العنصر، حيث استمع في هذا الصدد لعرض موجز من طرف مدير الأشغال العمومية حول المشروع، والذي خصص له غلافا ماليا يقدر بمبلغ 600 مليون ونصف من ميزانية البلدية قصد إنجاز المجاري المائية ووضع قنوات تصريف المياه، للقضاء على نقطة تجمع المياه في الطريق، وقد شدد الوالي على ضرورة إحترام الآجال القانونية في عملية الإنجاز، كما كانت هذه الزيارة فرصة للمواطنين لنقل إنشغالاتهم لمختلف السلطات المحلية الحاضرة والمتعلقة بمختلف المشاريع التنموية التي تخص المنطقة على غرار الغاز الطبيعي، المياه الصالحة للشرب وشبكات التطهير التي أرقت السكان لعقود طويلة من الزمن ، كما عرج الوالي في نهاية زيارته على معاينة الأشغال الجارية بجسر الملاقي والتي إنطلقت فيه الأشغال يوم 3 جانفي الماضي بميزانية مالية قدرت بأكثر من 3 مليار سنتيم من ميزانية الولاية لإعادة تهيئة الجسر الذي يعتبر همزة وصل وربط لعديد بلديات دائرة العنصر، بعد أن كان نقطة سوداء كبيرة لسكان مختلف البلديات بعد انهياره في عديد المرات كلما تساقطت الأمطار وهو ما أدخلهم في عزلة لأيام طويلة قبل أن يتم ترميمه بعد تطوع بعض المقاولات الخاصة الشتاء الماضي، حيث يأمل المواطنين قرب إنتهاء الأشغال حتى يرتاحون من هذا المشكل بصفة نهائية والذي أرقهم لعقود طويلة.