للحد من معاناة عمرت طويلا يعيش سكان حي جنان بلقيزاوي الواقع ببلدية بوسعادة جملة من النقائص، وفي مقدمتها تدهور الطرقات وانعدام النظافة، وأبدى سكان هذا المجمع السكني استياءهم الشديد من الوضعية المؤسفة التي آلت إليها الطرقات بالنظر إلى تدهورها، بالإضافة إلى انتشار النفايات الذي أدى إلى تشويه الصورة العمرانية للحي، كما ساهم في انتشار الأمراض والأوبئة، ناهيك عن غياب المرافق الترفيهية والثقافية التي تعتبر بمثابة متنفس للجميع من الضغوط اليومية، هي جملة النقائص التي نقلها سكان الحي ل"السلام". أبدى قاطنو هذا الحي استياءهم الشديد من الوضع المزري الذي يواجهونه، في ظل تدهور شبكة الطرقات والتي تتحول إلى مسرح للبرك المائية والأوحال عند كل تساقط للأمطار، ما جعل اجتيازها أمرا صعبا سواء على المارة أو أصحاب السيارات، التي كثيرا ما تتعرض إلى أعطاب متفاوتة الخطورة، وهو ما أثار استغراب هؤلاء السكان اتجاه صمت السلطات المعنية تجاه الأمر، على الرغم من عديد الشكاوى التي قاموا بها، إلا أن الأخيرة لم تكلف نفسها عناء تهيئة طرقات الحي، الذي دفع بالمواطنين إلى رفع مطالبهم مجددا من أجل صيانة طرقات الحي. ويشتكى السكان من كثرة الأوساخ والنفايات المنزلية التي تحاصر الحي من كل جهة مشوهة بذلك منظره الجمالي، وتعود أسباب انتشار النفايات حسب السكان إلى نقص أعوان النظافة، الأمر الذي ساهم في تأزم الوضع وحول محيطهم المعيشي إلى شبه مفرغة عمومية، بالإضافة إلى عدم احترام البعض لمواقيت رمي النفايات، ما يتسبب في انتشار الروائح الكريهة، التي أصبحت مصدر إزعاج للسكان والمارة، كما أضحى نقطة استقطاب الحشرات الضارة والجرذان بالإضافة إلى الكلاب الضالة، ما جعل القاطنين يبدون تخوفهم من أن يتسبب هذا الوضع في كارثة صحية وايكولوجية. وفي سياق آخر، أعرب السكان خاصة الشباب منهم عن تذمرهم الشديد من نقص المرافق الثقافية والرياضية بالمنطقة كقاعات رياضية وملاعب جوارية ودور للشباب بالإضافة إلى فضاء أخضر بالحي، حيث تعتبر هذه المرافق بمثابة متنفس للجميع من الضغوط اليومية، وهو الأمر الذي جعل الشباب يتكبدون عناء التنقل للأحياء المجاورة قصد ممارسة نشاطاتهم الرياضية التي غالبا ما يتخلون عنها، على حد تعبيرهم. ومن جهة أخرى طالب قاطنو الحي بضرورة إجراء تهيئة شاملة للحي الذي يعاني من عدة نقائص أخرى كانجاز المساحات الخضراء من أجل المحافظة على جمالية المحيط، مناشدين السلطات المعنية بضرورة انجاز فضاء للعب الأطفال من شأنه الحد من الخطر الذي يتربص بأبنائهم، والمتمثل في حوادث المرور خاصة وأنهم لم يجدوا مكانا للعب سوى الشارع، الذي أصبح ملاذا لهم في ظل غياب ملاعب خاصة أو مرافق رياضية يلجأون إليها بل المخاطرة باللعب في أماكن غير مخصصة لذلك، وهو ما دفع بالأولياء إلى تجديد مطالبهم للسلطات المحلية بضرورة النظر في جملة النقائص التي يعرفها الحي، مع تسطير برنامج تنموي من شأنه وضع حد لمعاناتهم اليومية. وبعد أن أصبحت هذه العراقيل تشكل هاجسا بالنسبة للسكان الذين سئموا من هذه الوضعية، يطالب مقيمو حي بلقيزاوي السلطات بالتحرك الفوري من أجل تحسين واقع التنمية المحلية بالمنطقة، عبر برمجة عدة مشاريع تساهم في تطويرها وتعود بالفائدة على سكانها.