الحكومة ترصد 2000 مليار دينار لحملة تطعيم تدوم سنة كاملة ملهاق ل"السلام": إمكانية القضاء على الوباء في حال تلقيح 70 بالمائة من السكان كشف الدكتور ملهاق محمد الخبير في علم الفيروسات، أن عملية التلقيح ضد فيروس كوفيد 19 التي انطلقت أمس، ستحمي المستفيدين منها لمدة 8 أشهر، وهو ما من شأنه أن يقلص من العدوى والقضاء على الوباء، خاصة إذا ما تم تلقيح ما نسبته 70 بالمائة من السكان حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية. قال الدكتور ملهاق في تصريح ل" السلام"، أن صلاحية لقاح "سبوتنيك 5" الذي شرعت الجزائر في استخدامه أمس لفائدة بعض الفئات ستدوم لمدة 6 أو 8 أشهر وفق الدراسات العلمية التي أنتجت اللقاح، وهي مدة كافية للتقليص من الوباء وتراجع العدوى في انتظار القضاء النهائي عليه، وأضاف المتحدث أن الآمال في القضاء على هذه الجائحة قائمة خاصة إذا ما تم تلقيح ما نسبته 70 بالمائة من السكان وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية، وعليه فان تراجع الوباء في الجزائر مرتبط بمدى الإقبال على هذا اللقاح الذي سيكون اختياريا وليس إجباريا، علما أن هذا الأخير أي "اللقاح"، هو لقاح وقائي وليس علاجي يعني أن المستفيد منه يجب أن يكون قبل أخذه للجرعة سليما من الناحية الجسدية في تلك اللحظة أي لا يشكو من أي تعب أو حمى أو أية أعراض مرضية أخرى، وإلا فان عملية التلقيح ستتأجل إلى غاية زوال هذه الأعراض. وفي سياق آخر، أثنى المتحدث على المنصة الالكترونية التي أنشأتها وزارة الصحة لتنظيم مواعيد التلقيح، حيث أكد أن الأمر من شانه أن يعزز البروتوكول الصحي الحالي ويحول دون الاكتظاظ بالمراكز الصحية التي ستشرف على العملية، مشيرا إلى الفتوى التي أصدرتها وزارة الشؤون الدينية فيما يتعلق بان اللقاح "حلال" بعدما قامت بالاضطلاع على مكوناته استنادا إلى معطيات وزارة الصحة. ومن جهته، كشف جمال فورار رئيس لجنة رصد ومتابعة فيروس كورونا، أمس من ولاية البليدة، أن الدولة الجزائرية رصدت مبلغا مالي قدر ب 2000 مليار سنتيم لاقتناء اللقاحات المضادة لفيروس كورونا. وأوضح فورار في تصريح صحفي أن اقتناء اللقاح سيكون من مختلف مخابر العالم، حسب الظروف، وأن الدفعة الأولى خصت اقتناء 50 ألف جرعة، بقيمة 150 مليار سنتيم. وطمأن فورار الجزائريين، بأنه سيعقب العملية الأولى من عملية التلقيح، التي انطلقت مرحليا من البليدة، عمليات أخرى في غضون الأيام القليلة القادمة، وستشمل كل ولايات الوطن، ومناطق الظل، بتكليف فرق متنقلة تجوب تلك المناطق. وحسب المصدر ذاته، فان اللقاح سيتم توجيهه في البداية إلى مستخدمي السلك الطبي والأشخاص المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة على أن تتوسع فيما بعد لتمس باقي شرائح المجتمع، علما أن شحنات أخرى من لقاح كورونا ستصل تباعا من الصين والهند ودول أخرى -يقول فورار- حيث أكد أنه سيتم في مرحلة ثانية، تلقيح جميع السكان الذين يفوق سنهم 18 سنة فأكثر، عدا الأطفال والحوامل، وسيقدم اللقاح إلزاميا في جرعتين لنفس الشخص بفاصل زمني يقدر ب 21 يوما، وإلا فانه لن يكون ناجعا بما أن كل جرعة لا توفر سوى 50 بالمائة من المناعة من هذا الفيروس. وطمأن الدكتور فورار الجزائريين بالقول أن الجزائر "اختارت اللقاحات الآمنة وبقل أضرار وآثار جانبية"، علما أن حملة التلقيح ستدوم سنة فأكثر، وبالتالي سيتم الاعتماد على أكثر من لقاح واحد، من أجل ضمان نسبة أدنى تتراوح ما بين 60 إلى 70 بالمائة من التغطية باللقاح من أجل وقف تنقل الفيروس.