إنطلقت أمس الجمعة على مستوى دار الثقافة مولود معمري لولاية تيزي وزو ذكرى إحياء ميلاد صاحب رواية "إبن الفقير" الشهيد "مولود فرعون"، حيث ستمتر إلى غاية 18 من الشهر الجاري وتتزامن مع الذكرى 51 لاغتيال ستة مفتشين في قطاع التربية بولاية تيزي وزو يوم 15 مارس 1962 قبل أربعة أيام من الإعلان عن وقف إطلاق النار ببن عكنون في أعالي العاصمة على أياد إرهابية تنتمي إلى المنظمة المسلحة السرية الفرنسية ويتعلق الأمر بكل من الشهيد "مولود فرعون"، "علي حموتان"،" صالح ولد عودية" والفرنسيين "إيتيان باسي" ،"روبارت أيمار" و"ماكس مارشون" وكلهم كانوا مشرفين على مراكز اجتماعية تربوية، وهي هيئات أنشئت لمساعدة الفئات الهشة بالجزائر. تم بالمناسبة تدشين معرض ببهو دار الثقافة "مولود معمري" خاص بصور هؤلاء الشهداء وقصاصات صحفية وأدبية إضافة إلى إصدارات الشهيدين "مولود فرعون" و"علي حموتان" وسيتخلل البرنامج المسطر عدة محاضرات وندوات على غرار محاضرة "جوهر أمحيس" حول كتاب "مولود فرعون" الذي يحمل عنوان "الأرض والدم" وبالموازاة مع ذلك سيتم على ركح المسرح الجهوي كاتب ياسين عرض مسرحية "الأرض والدم" المقتبسة من الرواية الشهيرة لمولود فرعون، كما برمجت زيارة إلى مسقط رأس الشهيد "مولود فرعون" بقرية "تيزي هيبل" لوضع إكليل من الزهور على قبره والترحم على روحه الطاهرة. للإشارة فإن الشهيد "مولود فرعون من مواليد يوم 18 مارس 1913 بأعالي تيزي هيبل في تيزي وزو تربى وسط أسرة فقيرة ومتواضعة، بعد بلوغه سبع سنوات التحق بالمدرسة الابتدائية الواقعة على مستوى قرية "تاوريرت موسى واعمر" ببني دوالة لمزاولة تعليمه، ورغم الظروف التي كانت ضده كان إبن الفقير مصرا على نيل الشهادة العليا والتحدي لكل الصراعات و للاستعمار الفرنسي الذي أراد أن ينهي مسيرته ويقف عقبة في وجهه لبلوغ مسعاه ولم يمنعه ذلك من الالتحاق بثانوية تيزي وزو التي مهدت له الطريق نحو المدرسة العليا للأساتذة ببوزيعة في العاصمة التي تخرج منها سنة 1935 ويقرر العودة إلى مسقط رأسه ويعين مدرسا بالمدرسة التي نهل من علمها عندما كان صغيرا. ثم مديرا للدروس المكملة بالأربعاء ناث إيراثن سنة 1952 والتحق مجددا بالعاصمة أين عين مديراً لمدرسة "نادور" ثم منصب مفتش إلى غاية اغتياله يوم 15 مارس 1962، ومن بين أقواله الشهيرة التي زعزعت معنويات الفرنسيين ''أكتب بالفرنسية، وأتكلم بالفرنسية، لأقول للفرنسيين أني لست فرنسياً"، ترك الشهيد عدة روايات ومؤلفات منها "ابن الفقير"، "الأرض والدم"، "أيام بمنطقة القبائل"، "الدروب المتصاعدة" إضافة إلى "أشعار سي محند".. وبعد اغتياله صدرت له مؤلفات أخرى على غرار "جورنال" و"رسائل لأصدقائه" و"عيد الميلاد" و"مدينة الورود".