كشفت مصادر من الحركات المتمردة شمال مالي، أن سبب انشقاق الناطق الرسمي لحركة أنصار الدين ساندا ولد بوعمامة عن التنظيم تعود لخلافات حادة مع زعيم الجماعة أياد آغ غالي منذ أسابيع بشأن قراره الهجوم على مواقع للجيش المالي وسط البلاد بشكل عجل بالتدخل الفرنسي في جانفي الماضي . وقال المصدر للسلام، أن الناطق باسم حركة أنصار الدين ساندا ولد بوعمامة قرر الانشقاق عن التنظيم غداة التدخل الفرنسي شمال مالي بعد أن اكتشف أن قائد الجماعة أياد أغ غالي جر الجماعة إلى حرب بشكل مفاجئ ودون استشارة القيادة عندما هاجم مدينة كونا وسط البلاد مطلع جانفي بشكل عجل بالتدخل الفرنسي. وسلم سنده ولد بو اعمامة أول أمس نفسه إلى الشرطة الموريتانية في مدينة باسكنو شرقي البلاد بعد عدة أسابيع من إعلانه عن مكان وجوده قرب الحدود الجزائرية، ومطالبته للسلطات الموريتانية بتسلمه حسب وسائل إعلام محلية. وأوضح المصدر، أن ولد بوعمامة وقياديين آخرين انشقوا عن الجماعة سابقا انتابتهم شكوك حول وجود اتصال بين أياد غالي ومخابرات دولة أجنبية وهي فرنسا بالدرجة الأولى من أجل إعطاء مبرر لهذا التدخل، وهو ماحدث عندما هاجم مدن الوسط وتدخلت القوات الفرنسية لتواصل حملتها العسكرية في المنطقة» . وحسب نفس المصدر، فإن قيادة أنصار الدين لم تخطط لهذا الزحف نحو مدن الوسط والقرار فاجأ القيادة بعد إطلاعهم عليه من قبل أمير التنظيم أياد آغ غالي لتزداد الشكوك حول خلفياته إثر إعلان فرنسا التدخل عسكريا لصده بعد أشهر من التردد في شن عملية عسكرية شمال مالي. وكشف المصدر، أن الناطق الرسمي باسم أنصار الدين ساندة ولد بوعمامة قرر منذ الأيام الأولى للعملية العسكرية الإنشقاق لكنه تخوف من التصفية ليفر منذ شهر تقريبا متجها نحو الحدود الجزائرية في الشمال». وأضاف أن السلطات الجزائرية رفضت استقباله على أراضيها كونه ليس من المطلوبين لديها عكس أمراء آخرين في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ليدخل في اتصالات مع قبائل في موريتانيا أمنت له طريق دخول البلاد لتسليم نفسه للسلطات، وأعلن سندة ولد بوعمامة وهو موريتاني الجنسية في 17 أفريل الماضي في اتصال مع وسائل إعلام موريتانية، انسحابه من حركة أنصار الدين وعزمه على تسليم نفسه للسلطات الجزائرية، مطالباً بترحيله إلى موريتانيا ومحاكمته فيها محاكمة عادلة.