يؤكد الشاهد في هذا الجزء وقوع تزوير لصالح حزب التجمع الوطني الديمقراطي في الانتخابات التشريعية عام 1997، ويكشف تفاصيل مثيرة حول حيثيات التحقيق وسر اختفاء نتائجه. ويتحدث عن فحوى ما جرى بينه وبين الرئيس السابق ليامين زروال، في لقاء خاص جمعه به في مبنى الرئاسة بالمرادية، مباشرة بعد إعلان زروال تقليص عهدته الرئاسية. ويدلي السيد قاسم كبير، بمعلومات وآراء أخرى تخص فترة وجوده على رأس اللجنة القانونية بالمجلس الوطني الانتقالي بعد منتصف التسعينيات من القرن الماضي . ما الدور الذي لعبه مستشار الرئيس زروال وقتها الجنرال بتشين، في تشكيل التجمع الوطني الديمقراطي؟ عندما انطلق المجلس الانتقالي انهمكت في العمل التشريعي. كان الجنرال بتشين من المجموعة التي تحضر لإنشاء هذا الحزب، وكان الأمين العام للاتحاد الوطني للعمال الجزائريين المرحوم عبد الحق بن حمودة، من بينهم أيضا. وكان بن حمودة من أصدقائي وهو الذي دعاني وعرض عليّ فكرة الانخراط في التحضير للحزب الجديد وليس الجنرال بتشين. ولم أسأله إذا كان عرض الموضوع عليّ من تلقاء نفسه أو بإيحاء من جهة ما. عرض عليّ بن حمودة التعاون ووافقت وطلب مني تحضير جزء من مشروع الحزب الجديد يتعلق بالنظرة الجديدة في بناء مؤسسات الدولة. وكنا نلتقي في ليالي شهر رمضان بمنزل عبد القادر مالكي، لتحضير المشروع ومعنا لخضاري لخضر وسيدي السعيد، الذي كنت لازلت أمازحه وأناديه ب”الروجي”. قطعنا مسافة في تحضير المشروع، وكان هو نفسه مشروع حزب جبهة التحرير الوطني مع إدخال بعض الإضافات أو التعديلات. وليلة اغتيال بن حمودة كنا ساهرين في بيت مالكي نحضر كالعادة مشروع الحزب الجديد. صعقني خبر اغتياله حقيقة، وقد لمست في الرجل بعد تعرفي عليه عن قرب إخلاصا للجزائر وشجاعة نادرة. فقدت الجزائر باغتياله أحد أعظم رجالها. بقي المشروع في مد وجزر فترة بعد اغتيال عبد الحق بن حمودة، ثم طلب مني عبد القادر بن صالح، التعاون لتحضير رسالة تأسيس الحزب ضمت نحو 100 عضو مؤسس. كان اسمي مدرجا في قائمة الأعضاء المؤسسين لكنني لم أحضر المؤتمر التأسيسي لأنني كنت لا أزال متأثرا بحادثة اغتيال بن حمودة رحمه الله. لماذا تزامن إنشاء حزب التجمع الوطني الديمقراطي مع موعد الانتخابات التشريعية؟ تطرقت سابقا إلى أن وثيقة الوفاق الوطني، تضمنت أضف إلى Facebook del.icio.us Digg StumbleUpon Twitter