يشكو سكان المناطق الجنوبية لولاية سطيف نقصا فادحا في التزود بالمياه الصالحة للشرب، حيث تعاني مدن كبرى وتجمعات سكانية، على غرار عين ولمان، صالح باي، عين آزال، الحامة وبوطالب من هذه الظاهرة التي تمس أكثر من 70 ألف نسمة تقطن بهذه المناطق. وقد ناشد المواطنون السلطات المحلية بضرورة إيجاد حل جذري لأزمة التزود بالمياه الصالحة للشرب، التي تفتقدها العديد من حنفيات منازل هذه المنطقة، خصوصا مع انعدام المياه الجوفية وانخفاض منسوبها في السنوات الأخيرة وتشتد أكثر تزامنا مع فصل الصيف. وقد قامت مصالح مديرية الري بحفر أنقاب بالمنطقة لكن النتيجة كانت سلبية في العديد من المرات، وموازاة مع شح الموارد المائية والحاجة الماسة للمواطنين لهذه المادة الضرورية، إستغل بعض الإنتهازيين الفرصة، حيث لجأ أصحاب الصهاريج -حسب تصريحات المواطنين- إلى رفع سعر الصهريج الواحد للمياه سعره من 500 إلى 900 دج، بل ووصل في بوطالب والحامة إلى 1200 دج للصهريج الواحد، ما زاد في أعباء هؤلاء السكان الذين يعتبر أغلبهم من الطبقة الفقيرة وذوي الدخل المحدود بالنظر للطابع الريفي لهذه المناطق، على غرار المداشر والمشاتي الواقعة بدائرة صالح باي مثل بوهلال، أم العظام، بولرجام، قنيفة التي لا يجد القاطنون بها، في أحيان كثيرة ما يروون به ضمأهم، خصوصا في فترة الصيف. وردا على هذه الإنشغالات، أكدت مصالح الري لولاية سطيف أن السلطات المحلية رصدت مبالغا ضخمة هذه السنة من أجل القضاء على هذه الظاهرة بشكل تدريجي وفي العديد من بلديات المنطقة الجنوبية، على غرار رصد مبلغ 15 مليار سنتيم لإنجاز نقبين مائيين بالرصفة، حيث سيتم استلام هذين المشروعين شهر جويلية القادم، كأقصى تقدير، إضافة إلى عدة أنقاب أخرى يتم إنجازها حاليا في العديد من البلديات، من أجل القضاء نهائيا على هذه الظاهرة التي تعتبر واحدة من أولويات برامج التنمية بالولاية، إضافة إلى الإستفادة من المشروع الضخم للتحويلات المائية الكبرى والذي سيدخل حيز الإستغلال سنة 2015