وقد أنجز الدكتور سعد بوفلاقة بحثاً عن هذا الكتاب بعد وفاة الدكتور الجابري نشره في مجلة بونة للبحوث والدراسات، أشار من خلاله إلى أن الدكتور محمد صالح الجابري ذكر في كتابه هذا أبرز الأدباء الجزائريين المهاجرين إلى تونس،بين سنتي:1900و1962م، وجمع أدبهم ودرسه، وقد تخرج معظمهم من جامع الزيتونة، حيث وصل عدد الطلبة الجزائريين الذين كانوا يتابعون دروسهم بالمعاهد الزيتونية بتونس العاصمة، أو بعض الفروع الأخرى بأنحاء البلاد سنة1952 نحوألف وخمسمائة طالب، ومارس الأدباء خطواتهم الأدبية الأولى بالصحافة التونسية، أمثال:عمر راسم، وعمر بن قدور، وعبد الحميد بن باديس، وإبراهيم أطفيش، وإبراهيم بن الحاج عيسى(أبواليقظان)، وصالح بن يحيى، ومحمد السعيد الزاهري، وصالح خرفي، والطيب بن عيسى القرواوي، والطيب العقبي، ومحمد العيد آل خليفة، ورمضان حمود، ومفدي زكرياء، وأحمد توفيق المدني، ومبارك الميلي، وحمزة بوكوشة، ومحمد الأخضر السائحي، ومحمد العيد الجباري، ومحمد العريبي، وعبد الله شريط، وأبو القاسم سعد الله، وعبد الله ركيبي، وعبد الحميد بن هدوقة، والطاهر وطار، وأبو العيد دودو، وصالح خباشة، وغيرهم. وقد جاء كتاب الدكتور الجابري-بعد التقديم-في مدخل وبابين، يشتمل كل منهما على مجموعة من الفصول. ففي المدخل، تحدث عن المؤثرات الأساسية التي ساعدت على بلورة اتجاه الأدب الجزائري في تونس، مثل تأثير جامع الزيتونة العريق، والصحافة التونسية، وكذلك الإطار الفكري، والسياسي، والوسط الثقافي الديني الذي ترعرع فيه هذا الأدب، فنشأ وطنياً عربياً إسلامياً. أما في الباب الأول، فقد حاول أن يقدم صورة واضحة عن الشعر الجزائري والمقاومة من خلال ثلاثة فصول، تناول في الأول منها: قضية الهوية والعقيدة، وأسباب تعلق الجزائري بهما. كما تحدث في الفصل الثاني عن إسهام الشعر الجزائري في تونس، في الدعوة إلى الاستنهاض والتحريض على الثورة ضد المستعمر، وتعبئة الشعب الجزائري للمقاومة، واعتزاز هؤلاء الشعراء بماضي بلادهم، والكشف عن الفترات المتألقة من تاريخهم، وبخاصة فترات المقاومة المتواصلة ضد الاستدمار الفرنسي الغاشم، وفي مقدمة ذلك المقاومة التي شنها الأمير عبد القادر الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي في النصف الأول من القرن التاسع عشر، والتي دامت نحو سبعة عشر عاماً. أما الفصل الثالث، فخصّصه للحديث عن مدى وفاء الأدباء الجزائريين للبيئة التونسية التي عاشوا فيها، وارتبطوا بمختلف أحداثها الوطنية، وشاركوا في أضف إلى Facebook del.icio.us Digg StumbleUpon Twitter