إن حسن الظن بالله مبدأ كل خير يكسبه العبد كما أن سوء الظن بالله مبدأ كل شر يكتسبه، وهو أمر أوجبه الله تعالى علينا ورسوله، ومن آثار حسن الظن بالله تعالى نذكر: إخلاص الدعاء لله تعالى: فإنه مما هو معلوم أن الدعاء عبادة، ولولا حسن ظن العبد بربه لما رفع يديه إليه، فهو حال دعائه يعتقد أن الله يسمعه وإن أسر، وعالم بحاله وإن خفي، وقادر على أن يجيبه ويفرج كربه وإن عجز عن ذلك الخلق جميعا. التوكل على الله تعالى: من دون حسن الظن بالله تعالى لا يمكن للعبد أن يحصل عبادة التوكل عليه فجعل التوكل شرطا في الإيمان، ولا يمكن لعبد أن يتوكل على من يسيء الظن به، والتوكل يقوم على ركنين أساسيين الثقة بالله والاعتماد عليه، والناس في معاملتهم الدنيوية لا يكلفون بقضاء حوائجهم والقيام على شؤونهم إلا على من عرفوهم بالثقة والأمانة والحرص. التوبة والإنابة إلى الله تعالى: ومن ثمار هذا الأصل أيضا تحقيق التوبة وهي من العبادات الواجبة على المؤمنين جميعا، ولا يتصور حصول التوبة من العبد المذنب الخطاء وحسن الظن بالله تعالى غائب غير حاضر، فالعبد الذي يستولي عليه القنوط وييأس من رحمة الله ولا يرجو عفوه لا يمكنه أن يتوب بتاتا، وإنما الذي ييسر له التوبة والإنابة إلى الله تعالى أن يتذكر قوله تعالى:( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) الزمر. الإنقياد والإذعان لأحكام الله تعالى: من الأمور الناتجة عن حسن الظن بالله تعالى الاستسلام لأحكامه وشرائع دينه جملة وتفصيلا، وانعدام الاعتراض عليها وعدم الرضا بها من القلوب فضلا عن أن يظهر ذلك على الجوارح، لأن المسلم يعتقد أن الله أحل لعباده الطيبات