لم يجد هذه الايام، منتجو الكروم بمناطق متفرقة من ولاية مستغانم، وسيلة لجني المحصول سوى الاستعانة بالأطفال في مختلف الاعمار لا يتعدى سنهم 17 سنة. وهي الظاهرة التي تتكرر بهذه الولاية في كل موسم، في ظل غياب الرقابة وقلة اليد العاملة في هذا المجال. اين يعمد منتجو العنب الى تشغيل الاطفال دون ال17 سنة بأجرة لا تتعدى 600 دج في اليوم. مستغلين بذلك حاجة الاطفال لكسب بعض الدنانير لتأمين مصاريف الدخول المدرسي الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى بضعة أيام. كما ان لا مبالاة بعض الاولياء الذين اصبحوا يتعمدون ارسال أبنائهم الى حقول الكروم ساهم في استفحال الظاهرة التي أضحت تهدد حياة الاطفال. خاصة في ظل الارتفاع الشديد في درجة الحرارة، غير مبالين بما قد يتعرضون له من مضاعفات مع أجسادهم النحلية التي لا تقوى على حمل دلال مملوءة بالعنب طيلة ساعات طويلة ابتداء منذ الصباح الباكر. حيث انطلقت حملة جني العنب عبر كامل حقول الكروم المتواجدة بولاية مستغانم، والتي تتربع على مساحة قدرها 10600 هكتار موزعة ما بين عنب التحويل بمساحة 7250 هكتار وعنب المائدة بمساحة تزيد عن 3350 هكتار، والمساحات الكبرى تلك توجد بمنطقة الظهرة الشرعية على غرار بلديات سيدي علي وحجاج وبن عبد المالك رمضان عشعاشة وسيدي لخضر وأولاد بوغالم، رغم تراجع المنتوج بسبب اقتلاع مساحات واسعة من أشجار الكروم وكذا الأمراض التي أضحت تهدد هذا النوع من الفلاحة. وتتوقع المصالح الفلاحية وجمعية منتجي العنب، الوصول الى تحقيق أزيد من 300 ألف قنطار منها 221100 قنطار من عنب التحويل بمردود يصل إلى 31 قنطارا في الهكتار الواحد، أما عن عنب المائدة فهناك 142200 قنطار بمردود يقدر ب42 قنطارا في الهكتار، ولاستقبال إنتاج الفلاحين خصصت المصالح المعنية 10 أقبية عبر الولاية، وهي موجودة ببلديات خضراء وسيدي لخضر وحجاج وبن عبد المالك رمضان وفرناكة.