حالة من الرعب والترقب عاشها ليلة السبت إلى الأحد سكان سكيكدة، جراء الإنقلابات الجوية التي شهدتها المنطقة. حيث ولأول مرة تسجل عاصفة هوجاء بقوة رياح كهذه، وقوة تساقط الأمطار. حيث أجزم الجميع أنها عاصفة لن تهدأ إلا بعد كارثة إنسانية كتلك التي تشهدها بعض دول العالم المعروفة بالعواصف والأعاصير، لكن و لحسن الحظ هدأ غضب الطبيعة لكن بخسائر وبمعاناة جديدة تضاف إلى معاناة المواطن السكيكدي، الذي يبدو أنه فقد السيطرة على ضبط النفس أمام المشاكل التي لم يحل منها أهم مشكل وهو السكن. فقد استيقظت المدينة على وجه مغاير تماما للوجه الذي نامت عليه، فيضانات وطرقات ملأتها الأوحال، أغصان الأشجار التي نالت منها الرياح العاتية متناثرة في كل شبر، وأسقف المنازل محطمة بسبب حبات البرد الكبيرة التي لم يسلم منها شيء ، بما فيها زجاج السيارات و نوافذ العمارات. سكان حي لوكيل أو " قريفا" كما يسمونه كانوا ممن نال منهم غضب الطبيعة وتعثر حظهم السيء. فقد أكد هؤلاء خلال تواجدنا بالمنطقة أن 12 عائلة تواجه الآن مصيرا مجهولا بعد أن خربت مياه الوادي المجاور لسكناتهم كل ما يمتلكونه، بل وأكثر من ذلك، فقد كادت مياهه أن تجرف في طريقها أرواحا كما جرفت أشجارا وحجارة يتعدى وزنها وزن إنسان بالغ. فقد أفاد السكان أن طفلا تم انتشاله من الغرق، كما انتشلت معلمة و سيدة في الخمسينيات من العمر تتواجد الآن في المستشفى تحت العناية الطبية. بغصة وحيرة وغضب، خاطبنا رجال الحي الذين أحسوا أن المسؤولية زادت ثقلا بعد أن وجدوا عائلاتهم بلا مأوى، فلا فراش يصلح للنوم ولا أرضية تصلح حتى لافتراش قطعة قماش، بسبب امتلاء الأرضيات بالأوحال، ناهيك عن عدم تمكن أطفالهم من مزاولة الدراسة بالمدرسة التي تتسع ل 139 تلميذا، والتي أتت مياه الوادي على تجهيزاتها وحتى وثائقها. السكان صبوا جام غضبهم على المسؤولين المحليين الذين اتهموهم باللامبالاة لمصير مواطنين، ذنبهم الوحيد أنهم من سكان سكيكدة، لأنه يوجد من ولد بالحي العتيق. 12 عائلة تطالب اليوم بمنحهم سكنات وبصفة استعجالية، لأن مبرر الأقدمية بالمكان موجود، ولن يكون أمام السلطات المحلية مبررا للتهرب، فضلا أنهم يمتلكون بدل الملف الواحد العشرات، ففي كل مناسبة – يؤكد السكان - تطالب فيها السلطات المحلية بتقديم ملف، وهو ما جعلهم يقدمون أمس على قطع الطريقين على مستوى حي لوكيل، المؤدي إلى سطورة من الجهة العلوية، و كذا الطريق السفلي المودي لسطورة، و رغم تدخل المصالح البلدية والشرطة إلا أن السكان أصروا على موقفهم مطالبين بحل فوري. وفي الوقت نفسه ندد سكان بن حورية بعد سقوط أجزاء من بناياتهم القديمة بالأوضاع التي يعيشونها، وهو نفس موقف سكان حسسين لوزاط الذين مرت العشرات من السنين ولم يستفيدو من سكنات، ليجعلوا من الإحتجاجات وقطع الطريق قناة للتعبير عن المعاناة. مصالح الحماية المدنية أفادت من جهتها ل "السلام" أنها تدخلت على مستوى عدة أحياء، لامتصاص مياه الأمطار التي غطت الطرق والأحياء كحي الإخوة ساكر، حي 20 أوت 55، 500 مسكن. بالإضافة إلى منطقة حمادي كرومة خاصة بمحاذاة مركز الفروسية. كما تسببت حبات البرد الكبيرة حسب المكلف بالإتصال في خسائر للسكان بعد أن حطمت الأسقف المصنوعة من القرميد خاصة، هذا و خلفت المشاريع المتأخرة لتهيئة الطرق وضعا كارثيا صعب من استعمال هذه الطرق، سواء من قبل المركبات أو الراجلين.