بصرف النظر عن ما تمثله المشاركة في المونديال للمنتخبات ال 32 المنشطة للنهائيات من قيمة شعبية كبيرة وحتى سياسية، فإنه في المقابل أن اقتتطاع تأشيرة المرور إلى المونديال سيمكن الإتحادات المنطوية تحت لواء "الفيفا" من الاستفادة من منحة المشاركة التي ترصدها هيئة بلاتير والمقدرة ب10 ملايين دولار، أي ما يعادل 100 مليار سنتيم جزائري، وهو مبلغ ضخم سمح للفاف خلال السنوات الأربع التي تلت مونديال جنوب إفريقيا بهيكلة نفسها وتجهيز مقراتها وتأطير منتخباتها وتوفير الوسائل اللوجيستيكية ودفع أجرة مدرب بحجم حاليلوزيتش، وغيرها من الوسائل الضرورية للرقي بالمنتخب الوطني نحو مصاف المنتخبات العالمية، وبالتالي فإن أي تعثر في الطريق المؤدي إلى بلد "السامبا" يعني تضييع ما لا يمكن حصره من دعائم مالية، إضافة إلى عدد من عقود "السبونسور" التي ظلت الحصن المنيع للاتحادية الكروية، والتي وصفها الكل بالاتحادية الغنية، كون مساعدات الوزارة للفاف ما زالت مجمدة منذ سنوات ولم تستغل من قبل المكتب ولأن المال هو عصب الحروب مثلما يقال، فإن أي تطور فني للكرة الجزائرية لن ينجح في غياب موارد ضخمة، فلا الدولة الجزائرية يمكنها أن تمول بشكل مباشر برامج الفاف مثلما تقوم به الفيفا في الوقت الراهن، رغم أن الملايير التي تنفقها الدولة مباشرة على النوادي والجمعيات الرياضية تعد أضعافا مضاعفة مما تستهلكه الفاف من الهيئة الدولية، لكن الخطر الذي يتحدث عنه روراوة هو التمويل الخاص للمنتخبات الوطنية من خزينة الفيفا وفي حال الإقصاء، فإن تأجير الطائرات وبرمجة التربصات في الفنادق الفخمة ورفع سلم المنح واستقدام مدربين بأجور كبيرة دون الحديث عن برامج التكوين ورسكلة المدربين والحكام كلها سوف تسقط في الماء، وبالمختصر المفيد فإن الإقصاء من المونديال سيعيدنا إلى عهد السنوات العجاف لأن المال استنفده حاليلوزيتش وأشباله طوال السنوات الثلاث الأخيرة وهي الكارثة التي يخشاها روراوة، ولا سيما أن المنتخب الأول هو الشجرة التي تغطي غابة عار الكرة الجزائرية منذ عشرية كاملة. روراوة: "علينا بذل المستحيل للتأهل للمونديال وبوركينافاسو ليست أفضل منا" رغم أنه يحاول دوما إبعاد الضغط على أشبال حليلوزيتش، إلا أن مصادرنا الخاصة، كشفت رئيس الاتحادية محمد روراوة وفي اجتماع عقده سهرة أول أمس باللاعبين بمقر تربص "الخضر" بسيدي موسى، شدد التأكيد على ضرورة بذل المستحيل لتحقيق حلم المشاركة في المونديال للمرة الرابعة في تاريخ المشاركات الجزائر والثانية على التوالي بعد مونديال 2010 بجنوب إفريقيا، مؤكدا أنه وبالرغم ما بلغه منتخب بوركينافاسو من قوة في السنوات الأخيرة لا يعني بالضرورة أنه أقوى من المنتخب الوطني، قائلا" المنافس ليس أقوى منا ولدينا تشكيلة أحسن منه ومدرب أكفأ من مدربهم وقدرات لوجيستيكية تفوق القدرات البوركينابية بأحجام فلكية" في رسالة صريحة وواضحة وجهها رئيس "الفاف" لرفاق القائد مجيد بوقرة، قصد تحفيزهم على بذل المستحيل لاقتطاع تأشيرة المرور إلى مونديال 2014.