اعتذر زعيم حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، خلال مشاركته في المؤتمر الخامس لحركة النهضة، عن الخوض في الشأن السياسي الجزائري ومساعدة الإسلاميين على عقد تحالفات عشية الانتخابات الرئاسية القادمة تجنبا للحفاظ على علاقاته الجيدة مع مؤسسات الدولة الجزائرية، وكذلك البقاء على مسافة واحدة من كل الأطراف. وذكرت مصادر حزبية شاركت في مؤتمر النهضة، أن الغنوشي الذي لبى دعوة حركة النهضة لحضور حفل الافتتاح أبلغ القيادات الحزبية الإسلامية التي تحادث معها في هذه المناسبة أنه قدم كضيف لكل الجزائريين وأنه ينأى بنفسه عن التجاذبات الحزبية الحاصلة عشية الانتخابات الرئاسية. وأشارت ذات المصادر; أن قادة أحزاب إسلامية كانت ترغب في مشاركة زعيم حركة النهضة في تقريب وجهات النظر بين مختلف القيادات الإسلامية تحسبا للانتخابات الرئاسية في إطار المساعي التي باشرها رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مري، منذ أسابيع للوصول إلى أرضية اتفاق بشأن هذا الموعد لكنها لم تفض إلى أي نتيجة. وغداة مشاركته في مؤتمر النهضة استقبل الغنوشي من قبل رئيس الجمهورية للمرة الثانية في ظرف شهرين لتباحث الوضع في تونس. وأوصل الغنوشي رسالة إلى مستقبليه من رؤساء أحزاب، أن بلاده في وضع حرج يغنيها عن التدخل في الشؤون السياسية لدولة أخرى، خصوصا وأنه يكن احتراما ومودة لقادة الجزائر فضلا عن علاقاته الجيدة مع كل مؤسسات الدولة الجزائرية، مما يحتم عليه التزام الحياد بخصوص التجادبات الحاصلة. وكان موقف الغنوشي عكس الخطوة التي بادر بها الداعية الموريتاني العلامة محمد الحسن ولد ددو مؤخرا خلال زيارته للجزائر عندما قام بوساطة بين أبناء وأحزاب التيار الإسلامي لتقريب وجهات النظر بخصوص الرئاسيات المقبلة سعيا للتوافق على مرشح واحد لدخول السباق. وكانت مصادر أكدت أن المشاورات السياسية في كل مراحلها، والتي أطلقها منذ أسابيع رئيس حمس عبد الرزاق مقري وصلت إلى طريق مسدود بفعل الغموض الذي يسود الساحة السياسية وكذا حالة التشتت التي يعرفها التيار الإسلامي. وتحاشى الغنوشي الرد على سؤال على هامش افتتاح مؤتمر النهضة الرد على سؤال بشأن نصيحته للإسلاميين في الجزائر عشية الرئاسيات عندما قال إنه "مع التوافق في تونس وفي الجزائر وفي أي دولة عربية أخرى".