اعتبر رئيس جمعية حماية المستهلك وإرشاده، مصطفى زبدي، في حديث ل"السلام" أن اللجوء إلى خيار مقاطعة المنتوجات التي تسجل غلاء فاحشا في الأسعار هو الحل العملي الوحيد والأخير للمستهلك، في حالة عدم تراجع الأسعار، وعقب غلاء سعر الحبوب الجافة وخاصة الفاصولياء،"اللوبيا"، التي انفجرت أسعارها لتصل ضعف ثمنها في أشهر قليلة. ذهب مصطفى زبيدي إلى أبعد من ذلك عندما قال إن مقاطعة هذا الطبق على المائدة الجزائرية قد لا ينجح بنسبة كبيرة باعتباره من الوجبات الأساسية التي تقدمها المطاعم الجماعية والجامعات. وأرجع المتحدث مشكل غلاء "اللوبيا" إلى منطق العرض والطلب، لأنها ليست منتوجا محليا، ناهيك عن مشاكل تسببها دواوين وزارة الفلاحة، التي حملها كامل المسؤولية، زيادة على مشكل تعدد الوسطاء في عملية التسويق، لتصل الأمور إلى ما وصلت إليه الآن. وأضاف زبدي عنصر غياب الوعي لدى المستهلك الجزائري الذي يسارع إلى اقتناء أي مادة ارتفع سعرها ليخزنها خوفا من ارتفاع سعرها أكثر، وهو ما يساهم في ندرتها وبالتالي غلائها الفاحش. أما بخصوص الجمعية، أوضح مصطفى زبدي، أن مهمتها تحسيسية فقط، ودورها ينحصر في تبليغ شكاوى المواطنين إلى القطاعات المسؤولة عن مشاكلهم اليومية، وتبني خيارات المقاطعة لا تتم إلا بعد "دراسة السوق"، وهو ما لم يحدث في حملة مقاطعة اللحوم الحمراء، التي أطلقها عدد من الطلبة الجامعيين بباب الزوار ابتداء من يوم 20 نوفمبر الحالي، والتي قال إن جمعيته تواصلت معهم للاستماع إليهم، و"شكرناهم على الحس المدني العالي الذي يتمتعون به"، غير انه – يقول- لم نتبناها لأنها غير مدروسة، وأفهمناهم أن الأمر لا بد أن يتم بمشاورة الفاعلين والشركاء في القضية (الجزارين، الموالين واتحاد اتجار)، مؤكدا أنهم اقتنعوا بالتبريرات المقدمة لهم ولهذا بقيت المبادرة مجرد دعوة على صفحات التواصل الاجتماعي وفقط. حملتنا القادمة... مراحيض عمومية لمرضى السكري كشف مصطفى زبدي، عن عزم جمعية حماية وإرشاد المستهلك الاتصال بعض الوزارات وبالتحديد ( وزارة البيئة والصحة والداخلية) وحتى مصالح الأمن، لدراسة كيفية إقامة مراحيض عمومية في المدن والطرقات التي تشهد حركية كبيرة وفي اغلب المدن الكبرى، وقال إن هذا الأمر هو مطلب لمرضى السكري الذين قارب عددهم 3 ملايين مصاب في الجزائر وما يفرضه عليهم مرضهم المزمن من الحاجة إلى قضاء حاجياتهم البيولوجية في فترات متقاربة، وأضاف أن هذا الأمر إنساني قبل كل شيء، ناهيك عن مشاكل تعترض الجزائريين سواء كانوا مرضى أم أصحاء، فضلا عن التلوث البيئي الناجم عن قضاء حوائجهم البيولوجية على حواف طرق وغيرها.