لا يزال ملف العقار يثير الكثير من الجدل والتساؤلات بمختلف بلديات ولاية تلمسان، في ظل التوسع العمراني الكبير إضافة إلى العديد من المشاريع التنموية التي وجدت مشكل العقار أمامها ما دفعها إلى التأخر بدرجة كبيرة. أكدت دراسات عمرانية حديثة، أن المخطط التوجيهي الجديد الذي مس مختلف المناطق العمرانية ببلديات تلمسان، بحاجة لتوسعة لتحديد العقارات التي قد تساعد في تنفيذ مختلف المشاريع التنموية التي استفادت منها الولاية مؤخرا، خاصة ببلديات باب العسة وعين تالوت وسيدي الجلالي والبويهي وغيرها من البلديات الجنوبية والشمالية للولاية. وذكر تقرير صادر عن المجلس الشعبي الولائي بتلمسان، أن بلدية عين تالوت التي عرفت تأخر تنمويا كبيرا وركودا لعديد المشاريع التنموية ستعرف توسعا كبيرا بعد التوجه إلى الجهة الجنوبية نحو قرية تاغزوت لإخراج المنطقة من التخلّف والحرمان الذي عاشته طيلة فترة طويلة. وراعى التقرير خصوصية المنطقة خاصة فيما تعلق بالأراضي الفلاحية للحفاظ على استقرار الساكنة بالريف، وتم أخذ مداولة للبلدية كمقترح سيما في شق إدراج المرافق والتجهيزات العمومية المتماشية مع الحاجيات العامة والتطور الديمغرافي أمام مجالات السكن والمنحة والتعليم ونادي المخطط بنفس الجهة بحماية البيئة والمحيط من التلوث المائي وتشجير سفوح الجبال وببلدية باب العسة الحدودية، فإن المخطط التوجيهي أسفر عن تخصيص أراض لاستيعاب السكن الفردي والبناء الذاتي الريفي والسكنات الإجتماعية وإنجازها في المديين القصير والمتوسط، مع خلق تجمع عمراني واحد بقرية سلام بن كرامة لتوفير متطلبات العيش الكريم بشتى الهياكل التي ينتظرها المواطن، من منشآت قاعدية واستغلال الثروات السياحية الزاخرة بين كرامة. أما بساحل الولاية وبالضبط ببلدية الغزوات فخلصت دراسة المخطط العمراني إلى تسجيل بعض العثرات تخص كثرة المنحدرات الوعرة التي أعاقت استمرارية النسيج العمراني وتجديده وتوسيعه، والذي يرجع كذلك لتشتت المباني داخل البلدية لوجود أودية وغابات وتضاريس وعرة ما قلص من الأراضي العقارية، ولم تشمل هذه الدراسة الخرائط المتعلقة بقنوات المياه والشبكة الطرقية والكهرباء، وبجنوب الولاية وخاصة ببلديتي سيدي الجيلالي والبويهي لاحظت اللجنة الولائية رداءة الحظيرة السمكية لقرية العابد ويستدعى فك العزلة عن ريف أولاد عبد السلام، وسجلت عدم استغلال القطاع الفلاحي رغم توفر مساحات شاسعة ومياه جوفية بالمنطقة. ورأت في الباب الاقتصادي آلة من الضرر في إعادة النشاط لمنجم العابد للرصاص والزنك، للنهوض بالاستثمار بذات المنطقة المطلة على منطقتي وجدة وسيدي بوبكر المغربية، ونتج عن دراسته المخطط بناحية بلدية بن سنوس تلوث مياه الأودية سيما بقرية الخميس المجرى للرئيس الذي يستقبل مخلفات باقي الأنهار، وانعدام التكفل بالتراث الأثري والثقافي ونقص في الجمال السياحي المكبوت بالطبيعة وحضارة السنوسيين، وفي منظور العمران تستحق كل من سيدي العربي مازراد وأولاد موسى وبن عشير ودار عياد والخميس وبن حمو الفحص، إلى تهيئة شاملة بمراكزها الحضرية لإنشاء عدة مرافق خاصة للترفيه والملاعب الجوارية التي يفتقدها أبناء القرى الذين يلجئون لأماكن غير مناسبة لممارسة كرة القدم. وطالب السكان بضرورة مراجعة مختلف المخططات التنموية لإتمام المشاريع وتحسين الإطار المعيشي الذي سئموا عزلته كما ناشدوا والي تلمسان تدوين مختلف الاقتراحات الخاصة بالمشاريع وتسجيلها خلال المخطط الخماسي الجديد الذي يأملون أن ينصفهم خلافا للمرات السابقة.