أسئلة كثيرة تطرح حول الأسباب والدوافع التي جعلت الرئيس الجزائري الأسبق الجينرال اليامين زروال والوزير السعيد بركات بما فيها وزيرة الثقافة خليدة تومي يقومون بتهنئة أحد أعضاء الأفلان البارزين محمد الطاهر بودودة, النائب السابق عن الدائرة الانتخابية قسنطينة والمحسوب على الجناح البن فليسي, أيام كان الصراع أكثر سخونة بين هذا الأخير والأمين العام الحالي عبد العزيز بلخادم إلى درجة أنهم قاموا بزيارة إلى مقر سكناه »فيلة جديدة شيدها مؤخرا« عندما قاد بأداء ركن من أركان الإسلام »الحج« هذا الصيف, وما هي الأهداف المشتركة التي ما زالت تربطهم إلى اليوم, لاسيما والرجل ما زال يتمتع بنفوذ قوي في عاصمة الشرق؟ فبالرغم من ابتعاده شكليا أو صوريا عن الحزب العتيد, فالنائب السابق ما زال يمثل زعيم الجبهويين في عاصمة الشرق, وخاصة المنتخبين على مستوى المجلس الشعبي لبلدية قسنطينة, منذ عهدة ختيم خراز المير الأسبق لبلدية قسنطينة, ثم علي مشعر والمير الحالي الدكتور عبد الحميد شيبان, ولا يأتمرون إلا بأوامره, ومنه تمرر كل التعليمات التي تخص بلدية قسنطينة حتى لا نقول ولاية قسنطينة, بدليل تواجده اليومي أمام مقر البلدية والقوافل التي تحج إليه, وما سر هذه الاجتماعات التي تقعد بينهم أمام الملأ. الأمور داخل الحزب العتيد بعاصمة الشرق تسير داخل الكواليس, وفي هدوء وسرية تامة من داخل المحافظة, أين راح الكثير بالتعليق أن أحمد هباشي عضو اللجنة المركزية للحزب وأمين المحافظة يسير بخطى ثابتة وهو يدرك ما يقوم به, غير أن الجميع يكاد يجهل تماما ما يحدث حتى بالنسبة للمنتخبين الذين انقسموا إلى مجموعات: جماعة هباشي وجماعة مزاودة وجماعة فؤاد خرشي وجماعة أخرى تقودها حبيبة بهلول, وقد ركزت هذه الأخيرة اهتمامها على المنخرطات الجدد اللائي يجهلن دهاليز الحزب ومشاكله الداخلية, وما زلن حديثات العهد بالممارسة السياسية, وهو ما لاحظه الجميع من خلال انقطاع حبل التواصل بينها وبين المناضلات الأخريات اللاتي لهن أقدمية في الحزب, ما وقف عليه الملاحظون هو أن صراعا خفيا يحدث داخل العنصر النسوي بعاصمة الشرق, رغم أن مسؤولته القيادية تعتبر عاصمة الشرق مسقط رأسها, لدرجة أن البعض راح يعلق بالقول: »إن حبيبة قافلة الروبيني على النساء«, بدليل أن محافظة قسنطينة لحزب جبهة التحرير الوطني ما تزال من دون مكتب أمانة المرأة على غرار بعض المحافظات التي تم تنصيب مكتبها.. والسؤال الذي يطرح نفسه ما سر العداوة التي بين محمد الطاهر بودودة وبلخادم, لدرجة أنه رفض حضور مراسيم التنصيب الرسمي للأمين العام الحالي للحزب عبد العزيز بلخادم, وهذا يؤكد لا محالة أن الصراع بين الجناحين البنفليسي والتصحيحية ما زال ملفهما لم يطو, وقد ظهر إلى السطح في ثوب التقويمية, كون عبد الكريم عبادة المحسوب على بن فليس يعتبر المحرك الأساسي للتقويمية التي يتزعمها صالح قوجيل, ولا يمكن لأحد أن يشك في ذلك من خلال الإشاعات التي بدأت تروج بعاصمة الشرق بأن »البنفليسيون عائدون«. المتأمل في البيت الداخلي لحزب جبهة التحرير الوطني يقف على حقيقة واحدة هي أن الصراعات بين التقويمية وجناح بلخادم حالت دون تحقيق الأهداف التي رسمتها الجبهة منذ عقدها المؤتمر التاسع الذي كان نقطة انطلاق هذه الصراعات, انتهى بفشل العديد من المشاريع وفي مقدمتهم الجامعة الصيفية لحزب جبهة التحرير الوطن التي كان من المزمع عقدها في الفترة بين 07 و10 سبتمبر 2011 بولاية عنابة, ويدورمحورها حول إشكالية اللامركزية, تناقش فيها الأسس الفكرية والسياسية لمشكلة اللامركزية, وآفاق الإصلاحات السياسية المرتقبة, ولكن لأسباب مجهولة لا أحد يعلم أين سار مشروع الجامعة الصيفية التي يكاد يتحول إلى جامعة خريفية أو شتوية, بعد الإشاعات التي روجت من داخل الحزب بأنه تم إلغاؤها, خشية من وقوع اشتباكات بين الجناحين, خاصة في عنابة التي تعتبر معقل التقويمية, فيما أرجعت أطراف أخرى أن تأخر تنظيم الجامعة الصيفية يعود إلى الظروف السيئة التي يمر بها أحد الأعضاء البارزين في الحزب العتيد والذي أوكلت لهم مهمة تنظيمها رفقة عضو المكتب السياسي عبد القادر زحالي. وفي هذا الشأن فندت مصادر مسؤولة من داخل الحزب ما روجته بعض الأطراف, وأكدت أن الجامعة سوف تعقد في التاريخ الذي تحدده الجهة المنظمة, مؤكدة أن المادة العلمية قد تم جمعها من الدكاترة والخبراء المحاضرين الذين سيساهمون في الجامعة الصيفية من إطارات الحزب والدولة, كما سيشارك فيها وفود عربية خاصة والمواعيد الانتخابية على الأبواب, وقد بدأت الكثير من الأحزاب السياسية التحضير لها من خلال اللقاءات الجهوية التي شرعت في تنظيمها.