خلافا لما كان متوقعًا بدأت الحملة الانتخابية التي أدركت يومها العاشر باردة برودة الطقس الذي يميز هذه الأيام ولاية تلمسان . فشلت أغلب المداومات الانتخابية في استمالة المواطنين الذين سئموا من الوعود المعسولة ومن لغة الخشب التي تميز غالبية التجمعات الشعبية التي كانت محتشمة. فباستثناء التجمعين اللذين نشطهما كل من بن فليس ومدير حملة بوتفليقة سلال الذي استنجدت مداومته الانتخابية بعشرات المساندين من ولاية سيدي بلعباس والمناطق المجاورة لها، لم تسجل نشاطات أخرى بإمكانها توعية المواطن، حيث اختفت تحركات غالبية المرشحين عن الساحات والشوارع لتعوضها المصلقات التي سارع بعضهم إلى تعليقها على الجدران في فوضى كبيرة دفعت اللجنة الولائية لمراقبة الانتخابات بتلمسان إلى التدخل في عديد المرات عبر مختلف النقاط الهامة بتلمسان. ولم تكن هذه الأجواء مقتصرة فقط على مرشحي الأحزاب، بل امتدت إلى الناخبين الذين ظهرت على وجوههم ملامح عدم الاهتمام بما يدور حولهم وفضلوا الإنشغال فقط بمشاكل حياتهم اليومية، وكأن الناخبين فضلوا الاهتمام بمصالحهم. وخلال جولة بعدد من شوارع تلمسان وقفنا على خلو جميع الخانات المرسومة على الحيطان من ملصقات المرشحين إلا من واحدة أو اثنين في أحسن الأحوال، وغالبا ما كانت للمترشح بوتفليقة في حين اختفت صور تواتي ولويزة حنون ورباعين وبلعيد، الذي يجهله الكثير من سكان ولاية تلمسان. أما في الأحياء الشعبية فحصر أنصار المرشحين تحركاتهم في توزيع الملصقات على الناخبين الخاصة بالمترشح بوتفليقة. وحسب بعض مسؤولي مداومات المترشحين فإن أسباب عدم إلصاق الصور تعود إلى عدم تمكن بعض المترشحين من إرسالها حتى الآن، في حين أكدت مديرية حملة بن فليس أن غالبية الصور التي علقت تم تمزيقها وبين هذا وذاك تعرف الحملة الانتخابية بتلمسان برودة كبيرة وعزوفا من المواطن الذي سئم وعودا سرعان ما تتبخر.