طالب الحاج بولنوار السلطات المعنية بضرورة وضع حد لانتشار أسواق الجملة التي أصبحت أحسن غطاء لتبييض الأموال، وأوضح أن بارونات المخدرات وجدوا ضالتهم في مثل هذه الفضاءات، من خلال لجوئهم إلى حيل أخرى لترويج المخدرات وتمويه عناصر الأمن الوطني من خلال إيهامهم بممارسة التجارة على الأرصفة، غير أن الواقع متعلق ببيع السموم البيضاء وليس مواد غذائية يعرضونها حجة فقط. قال بولنوار في ندوة صحفية أمس بمقر الاتحاد العام للتجار والحرفيين، أن ما يفسر قوله هو تدخل بعض المسؤولين بالدولة من غلق الأسواق الموازية لأن القضاء عليها يعني القضاء على مصالحه الشخصية لاسيما المتعلقة بالترويج للسموم البيضاء. وأكد الاتحاد العام للتجار والحرفيين أن أيام عيد الفطر المبارك لن تشهد أزمة للخبز على اعتبار أنه تم تخصيص أكثر من 9100 مخبزة، للعمل ضمن برنامج المداومة خلال اليومين الأوليين في مختلف ولايات الوطن. وقال يوسف قلفاط رئيس الاتحاد العام للخبازين الجزائريين أمس أن البرنامج المسطر لهذه السنة فعال أكثر من السنوات المنصرمة خاصة بالنسبة للجزائر العاصمة التي تعد بؤرة أزمة الخبز، من خلال تعيين 330 خباز مداوم سيتم التعامل معهم بصفة رسمية انطلاقا من ملء استمارة التسلم التي أعدتها وزارة التجارة من أجل التحكم في المداومة ومعاقبة المخالفين الذين سيواجهون عقوبة الغلق مدة شهر والغرامة المالية، ما سينعكس إيجابا على عملية الاستجابة للمخطط المسطر الذي ينتظر أن يحقق نجاحا بنسبة أكبر من السنة المنصرمة، رغم أن قوائم ثلاث ولايات لم يتم إيداعها بعد لدى وزارة التجارة، وعرج على التجار غير المستجيبين للنداء، وقال إن محلاتهم ستتعرض للغلق شهرا مع غرامة مالية. أما عن موضوع أسواق الجملة، تحدث منسق المكتب التنفيذي لسوق الجملة للمواد الغذائية بجسر قسنطينة العزري عمر، عن "فوضى تعزز استمرارية نزيف هذا القطاع بسبب غياب التنظيم القانوني الذي يؤطر نشاط 840 تاجر بالسوق يعمل 30 بالمائة منهم بطريقة مشبوهة حتى بالنسبة للسجلات التجارية التي يملكونها". وقال بولنوار إن الاقتصاد الجزائري مرتبط ارتباطا وثيقا بالمحتكرين من بارونات التجارة بأنواعها، مؤكدا أنهم المتحكمين في استيراد السلع من الخارج، ودعم كلامه بمثل حي من الواقع يتعلق بأحد المستوردين الجزائريين الذي سعى جاهدا إلى منع أحد المستثمرين الأجانب من فتح مصنع لإنتاج مادة الخميرة في الجزائر، من منطلق أن هذا الأخير يعلم أن الجزائريين يستهلكون مادة الخبز بكثرة، لكن المستورد الجزائري استخدم معه كل الطرق من أجل إقناعه بصرف النظر عن الفكرة. وفي سياق متصل، أشار بلنوار أنه منذ حلول شهر رمضان إلى يومنا نظمت مصالح مكافحة وقمع الغش ما يفوق 100 ألف خرجة تفتيش، تم من خلالها غلق 1441 محل من قبل المصالح ذاتها، لأسباب مختلفة منها انعدام النظافة، غياب الفواتير وعدم إشهار السلع.