ما يزال قطاع الصحة بمستغانم بعيدا عن المعايير العالمية وأساليب التكفل بصحة المواطن سواء تعلق الأمر بجودة الخدمات المقدمة أو توفر الهياكل والمرافق الصحية أو التجهيز الطبي وحتى التأطير البشري وتسييره بما يضمن تكفلا أنجع بالمرضى على جميع المستويات خصوصا الأمراض المزمنة والمصابين بالقصور الكلوى الذين يجدون صعوبات كبيرة في عمليات التصفية لمحدودية الأجهزة الموجودة بالمستشفيات التى تعد على أصابع اليد بولاية بمستغانم، ما يجبر العشرات منهم على قطع كيلومترات للقيام بهذه العمليات مثلما هو حال أبناء عشعاشة الذين يقطعون 40 كم ومنهم 50 كم يوميا بعد يوم لأجل القيام بعملية الغسيل في مستشفى سيدى على الذي يبقى يعانى من عدم كفاية الأجهزة المخصصة لذات الغرض مقابل ارتفاع عدد المرضى وقد تتعمق معاناة مرضى السرطان. في هذا السياق تم عرض تقرير عن واقع قطاع الصحة بالولاية وفيه تم التطرق إلى مستشفى الخروبة الذي لم يتم فتحه بعد أمام المرضى وكذا إلى وضعيات المستشفيات الجوارية الثلاث التى تجرى أشغال انجازها في كل من بلديات عشعاشة وبوقيرات وماسرة والتي تم الكشف بأنها ستكون جاهزة مع شهر ديسمبر المقبل على خلاف ما تم وعد وزير الصحة به اثناء زبارته الاخيرة لعشعاشة بان مستشفى عشعاشة الذي يتسع 60 سريرا سيكون جاهزا نهاية شهر جوان الماضي بعد أن عرف بدايات اشغال انجازه عام 2007 ومذ ذلك الوقت لم يفتح أبوابه أمام مرضى المنطقة التي تبقى بها عيادة وحيدة متعددة الخدمات تتكفل بانشغالات أكثر من 75 الف نسمة وهى تفتقر لأدنى المستلزمات اذ لا تتوفر على صيدلية خاصة بها ولا أطباء متخصصين لتبقى بذلك عشرات الدواوير بهذه الدائرة التى تبعد عن مستغانم مسافة 90 كم دون أطباء وحتى قاعات علاج كما هي على سبيل المثال الوضعيات في دواوير عدة من دائرة عشعاشة التى تتواجد بها أربع بلديات هي عشعاشة وخضرة واولاد بوغالم والنكمارية.وفي انتظار ان يشهد قطاع الصحة دينامكية كبيرة تتناسب وحجم المعاناة التى اثقلت كاهل المواطن خصوصا بالمناطق الريفية اين تضعف الرقابة على الاداءات في ظل غياب الزيارات الفجائية من المسؤولين الذين اوكلت لهم مهمة رعاية صحة المواطن وتقل الهياكل والتجهيزات خصوصا في الدواوير. يبقى قطاع الصحة بمستغانم يترقب خطة عملية وإجرائية فعالة يهندسها المسؤولون بعيدا عما يخالف التقارير التى تصب في معظمها بأن كل شيء على ما يرام غير أن الواقع شيء آخر بدليل الصرخات المتكررة المرضى وذويهم.