أكد وزير الخارجية التونسي منجي حامدي انه أجرى اتصالات مع نظيره رمطان لعمامرة لعقد اجتماع طارئ ومشترك لمناقشة الوضع الأمني المتعفن بليبيا. وتحدث الحامدي عن "سيناريو سنة 2011" ويقصد الانفلات الامني الذي حصل في ليبيا وتونس، وقال "لن يعاد هذا السيناريو وسنضع المصلحة الوطنية فوق كل شيء"، وقال الوزير التونسي في تصريحات للقناة التونسية الأولى انه "في حالة تطور الوضع الأمني للأسوأ في الدولة الجارة سيتم غلق الحدود التونسية-الليبية". واستنفرت قيادة الجيش الوطني الشعبي مصالحها ووحداتها المكلفة بمكافحة الإرهاب على الحدود الجزائريةالتونسية عقب ارتفاع وتيرة النشاط الإرهابي بها في الأيام الأخيرة، فضلا عن تعفن الوضع الأمني في تونس، تحسبا لأي تسلل إرهابي من جبل الشعانبي التونسي الذي يشهد اشتباكات متواصلة بين الجيش التونسي والإرهابيين، غير بعيد عن الحدود الجزائرية. وتعتبر هذه الإجراءات رد فعل حتمي لردع أي محاولة تسلل لإرهابيين من تونس إلى الجزائر، في ظل ارتفاع وتيرة نشاط وتحركات الجماعات الإرهابية في تونس خاصة بالولايات الحدودية، ما أسفر عن مقتل 21 جنديا تونسيا خلال الشهر الأخير. وتحرص مؤخرا قيادة الجيش على تنظيم جولات تفقدية طارئة ولقاءات كثيفة مع مسؤولي وحدات وسرايا حرس الحدود، لمعاينة المراكز الحدودية، تمهيدا لإقرار خطة جديدة للتعامل مع مستجدات الوضع الأمني في المنطقة. وأكدت وزارة الدفاع التونسية أمس استقالة رئيس أركان جيش البر الجنرال محمد صالح الحامدي، وأوضحت الوزارة، في بيان نشرته وكالة الأنباء التونسية، أن أمير اللواء محمد الصالح الحامدي رئيس أركان جيش البر، قد قدم استقالته بتاريخ 23 جويلية الجاري ل"أسباب شخصية" وتم قبولها، وأضافت أن كاهية رئيس الأركان يتولى حاليا تسيير جيش البر الى حين سد الشغور الحاصل، وذلك باقتراح من وزير الدفاع الوطني، وبالتوافق بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة طبقا لأحكام التنظيم المؤقت للسلط العمومية. وأثارت استقالة رئيس أركان جيش البر التونسي مخاوف الشارع التونسي، خاصة بعد أن راجت ترجيحات تقول أن سبب الإستقالة راجع إلى تعفن الوضع الأمني وخروجه عن السيطرة بشكل جعل الجنرال محمد صالح الحامدي غير قادر على التحكم فيه، بعد فشل مصالحه في كبح جماح الجماعات الإرهابية، التي باتت تسيطر على نقاط هامة من مواقع مواجهاتها مع الجيش التونسي، بعدما اكتسبت جرأة أكبر في استهداف وحدات الجيش والأمن عبر أسلحة متطورة من بينها قاذفات ال"أر.بي. جي". وفي أسبوعين فقد الجيش التونسي 17 جنديا، فيما جرح 25 آخرون في هجومين منفصلين بجبل الشعانبي بولاية القصرين، وفي جبال ورغة بجهة الكاف على مقربة من الحدود الجزائرية غربا. وقبل ذلك سقط العشرات من القتلى في صفوف الجيش والحرس الوطني في انفجار الغام تقليدية زرعتها العناصر الإرهابية المتحصنة في جبل الشعانبي وفي جبال أخرى مجاورة، ولقي جنود آخرون حتفهم في كمائن وهجمات مباغتة.