ثمن المتدخلون في الملتقى الوطني حول المصالحة الوطنية أمس بدار الثقافة محمد بوضياف ببرج بوعريريج – في الذكرى المزدوجة للوئام المدني والمصالحة الوطنية والتي تصادف اليوم العالمي للسلم- مجهودات بذلها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في إرساء السلم والأمن. الملتقى الوطني نظمته التنسيقية الوطنية للجمعيات المساندة لبرنامج رئيس الجمهورية تحت شعار "من ثمار المصالحة" وعرف حضور ومشاركة مختلف فعاليات المجتمع المدني وشخصيات سياسية وتاريخية، إضافة إلى جمعيات ومنظمات وطنية. وأكد رئيس التنسيقية الولائية للجمعيات المساندة لبرنامج رئيس الجمهورية، خلال كلمته الافتتاحية أنه خلال سنوات الجمر زهقت أرواح كثيرة وانتهكت أعراض، ونساء كثيرات اختطفن ومؤسسات أحرقت وهدمت، في الوقت الذي تزايدت فيه شماتة العرب والغرب، وأغلقت كل الدول أبوابها في وجه الجزائر، و"لكن بفضل الوئام المدني ثم المصالحة الوطنية، رجعت هيبة الدولة وصار للجزائر مكانة بين الدول ومثال يقتدى به"، وأضاف "من واجبنا كجزائريين أن نتصالح في إطار المصالحة الوطنية، وأن نعترف بمن صان الجزائر وأمنها ونعالج جراحها". ودعا المنسق الوطني للتنسيقية الوطنية للجمعيات المساندة لبرنامج رئيس الجمهورية الشباب إلى تعزيز الديمقراطية وتثمين مجهودات الرئيس، وتقوية الجبهة الداخلية، مؤكدا أنه "لا يجب أن ننسى الجهود التي بذلها الجيش اتجاه إرساء السلم والأمن في البلاد". وأكد عز الدين روان، رئيس خلية بالتنسيقية الوطنية للجمعيات المساندة لبرنامج رئيس الجمهورية، مكلف بتطبيق برنامج المصالحة الوطنية، أن الرئيس أعطى الصيغة القانونية للبرنامج منذ بداية تطبيقه، ونتج عنه وقتها تسليم 5000 شخص من المغرر بهم أنفسهم في إطار تدابير المصالحة الوطنية وبتواصل حصد الأرواح زادت أثار المأساة الوطنية وبلغت مستويات مروعة وصار الحصار الاقتصادي جليا على الجزائر، لكن كل هذا -يضيف المتحدث- لم يمنع في الاستمرار في تطبيق برنامج المصالحة الوطنية. وأكد عز الدين روان استفادة ما يزيد عن 2400 شخص من العملية وتواصل تطبيقها، منذ شهر فيفري إلى شهر أوت 2006 واستفاد حتى سنة 2013 ما يزيد عن 11200 شخص من العملية من عائلات الإرهابيين بعد إحصاء ما يقارب 15000 إرهابي، وأضاف أنه تم تسجيل ما يفوق 7400 مفقود وعوضت 7000 عائلة للمفقودين، كما تم تعويض 4533 عامل وموظف في إطار المصالحة الوطنية. كل هذه المعطيات لم تمنع -حسب المتحدث- الدولة في مواصلة سياسة المصالحة إلى غاية طي الملف ورجوع السلم والأمن والاستقرار الى الجزائر. وتم تسليم 27 إرهابيا أنفسهم سنة 2012، في حين سلم 23 إرهابيا أنفسهم سنة 2013 وخلال العام 2014 سلم 07 إرهابيين أنفسهم، قناعة بمشروع المصالحة الوطنية، وأضاف أن المصالحة الوطنية غير محددة لا بالزمان ولا بالمكان وتجلى هذا من خلال صدور 03 قوانين جديدة الأول يتعلق بمرسوم تعويض النساء المغتصبات، والثاني مرسوم يتعلق برفع الحظر عن بعض الأشخاص الممنوعين من السفر، والثالث يتعلق بإطلاق سراح بعض المساجين الذين تم محاكمتهم في المحكمة العسكرية خلال العشرية السوداء. وتواصل الملتقى الوطني حول الوئام المدني والمصالحة الوطنية من خلال مداخلات لأبرز الشخصيات السياسية والثورية والأساتذة الجامعيين كلها حول ثمار المصالحة الوطنية.