تبحث العديد من السيدات لاسيما العاملات والموظفات عمن تساعدها في أشغال البيت، خاصة لما تكون هذه المرأة أما لأطفال أو حتى طفل واحد، حيث تزيد مسؤولية تربية الأطفال من حجم الأعباء التي تقع على عاتقها، وفي الوقت الذي وجدت بعضهن خيار الخادمة أفضل حل، تصر أخريات على رفض ذلك ولو استدعى ذلك التوقف عن العمل، في حين ترى أخريات أن الحل يكمن في حسن تنظيم ربة البيت لوقته . حاولت «السلام اليوم» رصد آراء الناس من كلا الجنسين حول موضوع الخادمات، فكانت الإجابات متباينة، ولكن أغلب السيدات اللاتي التقين بهن عبرن عن رفضهن لفكرة وجود الخادمة في البيت، والأسباب كانت محصورة في الخوف من سلوكات هذه الخادمة. «أخاف أن ينفرد بها زوجي في حال غيابي عن البيت» تقول إحدى السيدات عن سبب رفضها لوجود خادمة تساعدها رغم أنها عاملة وأم لطفلتين تدرسان في الطور الابتدائي، الأمر الذي جعلها محط اتهامات زوجها بالتقصير في شؤون البيت والأولاد، مقترحا عليها أن تجلب خادمة لتساعدها، ولكنها رفضت ذلك رفضا قاطعا، تقول: «إن زوجي زير نساء وأنا لا أثق فيه كثيرا، وحتى لا تحصل أي مشكلة أخرى بيننا، أفضل ألا تكون لدي خادمة على الإطلاق، ولو اضطررت للتوقف عن العمل، المهم أن أحافظ على بيتي». «بعض الخادمات إن لم يسرقن الزوج يسرقن البيت» هكذا بررت ربة بيت وموظفة أخرى رفضها لفكرة الاستعانة بخادمة، مشيرة أن بعضهن على أخلاق سيئة، وتضيف قائلة: «الواحدة منهن تدخل البيت وهي تثير الشفقة ولكن سرعان ما تعقد نية على تخريبه وذلك إما بخطف الرجل أو سرقة المنزل، وكثيرات هن النساء اللواتي ذهبن ضحية لمثل هذا النوع من الخادمات، لذا ارفض أن تكون لي خادمة». في حين قالت إحدى السيدات وهي محامية «وجود الخادمة بمثابة وضع البنزين بجوار النار»، وعلقت على الموضوع قائلة: «أنا أرفض تماما أن تكون لي خادمة، لأن ذلك قد يضرني أكثر مما ينفعني، لأن المرأة قادرة على فعل العديد من الأمور، هذا ليس معناه أنني لا أثق في زوجي، ولكنني لا أنكر خوفي من أن تصبح هي صاحبة البيت». وفي مقابل هذا، أبدت بعض السيدات رغبتهن في أن تكون لديهن مساعدة، رافضات استعمال كلمة «الخادمة» لما فيها من إهانة للمعنية، ولكن على أن تستوفي شرطين أساسيين هما قدرتها على العمل والنظافة، وأن تكون كبيرة في السن، ولعل أكبر دليل على ذلك هو الإعلانات التي يتم إنزالها في صفحات الجرائد ،طالبين عاملات في البيوت بين 40 و50 سنة، وفي هذا الصدد قالت (ن.ب) مضيفة طائرة «عادة ما أشترط في المرأة التي تساعدني في البيت أن تكون كبيرة في السن، ليس لسبب آخر سوى أنها رزينة ومحل ثقة، على عكس عندما تكون صغيرة السن، فكثيرا ما تكون تصرفاتها طائشة». في حين ترى بعض السيدات أنه بالرغم من كل هذه الأمور التي يمكن أن تحصل، إلا أن الخادمة أصبحت من الضروريات بالنسبة للمرأة العاملة حتى ولو اضطرها ذلك إلى دفع أجرتها من راتبها الشخصي. ...وللجنس الآخر ما يقول في الموضوع في سؤال آخر للرجال، هل يقبلون وجود الخادمات في بيوتهم؟ تضاربت الإجابات بين مؤيد ورافض بحجة أنها تزيد من النفقات، حيث أجاب رضا أن أول شيء يؤخذ بعين الاعتبار هو الراتب «لأن الخادمة لن تعمل بدون مقابل، وبالنسبة إليه فإن راتبه إضافة إلى راتب زوجته بالكاد يكفي لتغطية مصاريف البيت والكراء»، ويضيف «نحن لسنا بحاجة إلى خادمة، لأن بيتنا صغير ولا يتطلب مجهودا كبيرا لترتيبه، ويؤكد أن الخادمة قد تصبح من الضروريات في حال سكنوا بيتا كبيرا». أما مجيد فيقول: «بالنسبة لي لا حرج من وجود الخادمة في البيت، لأن الغرض الأساسي من ذلك هو مساعدة الزوجة، أما إذا كانت مثيرة للمشاكل ولاسيما إثارة غيرة صاحبة البيت فلا داعي لوجودها». أما محمد فيرى أن المرأة إذا لم تكن قادرة على تحمل مسؤوليتها في البيت والعمل، فالأفضل لها أن تتفرغ لبيتها، لأن الخادمة مهما كانت درجة كفاءتها لن تقوم بالدور المسند إليها كما تقوم به صاحبة المنزل. خادمات كسبن بأمانتهن محبة أهل البيت كثيرات هن الخادمات اللواتي استطعن بكفاءتهن ونشاطهن، والأكثر من ذلك بأمانتهن في العمل داخل البيوت حتى أصبح أهله لا يستغنون عنها وكأنها أحد أفراد العائلة، ومثالنا شهادة سيدة اضطرت لجلب خادمة لتعينها في البداية في أشغال التنظيف مع نهاية كل أسبوع، ولكن مع تعب الحمل والولادة وتربية الطفل، فقد أصبحت لا تستغني عنها إلى درجة أن طفلها تعود عليها في العناية به منذ صغره، فهي تطعمه وتنومه في الوقت الذي تكون فيه الأم في العمل، وتضيف قائلة: «هي امرأة أمينة لم يسبق لها وأن أخذت شيئا دون علمي، لذا أنا أثق فيها وأذهب إلى العمل وأنا مرتاحة ومطمئنة على بيتي وعلى طفلي». ولكن يبقى هذا النوع من الخادمات حسب الكثيرين قليل الوجود، لذا يرون وجوب الحذر من بعضهن، خاصة وأننا نسمع عن قضايا تكون بطلاتها خادمات تورطن في عدد من القضايا أبرزها السرقة.