قررت السلطات تكليف قوات مشتركة من الدرك الوطني والجيش والشرطة لحماية الأفواج السياحية في أقصى الجنوب، أثناء عطلة أعياد رأس السنة. وقالت مصادر أمنية وعاملون في قطاع السياحة أن القرار طمأنة للسياح الأجانب، بعد حادثة اختطاف جماعة إرهابية السائح الفرنسي هيرفي يوم 24 سبتمبر الماضي بتيزي وزو، وإعدامه. ويختلف الوضع هذه السنة كثيرا عن السنوات الماضية، حيث يقول أصحاب الشركات السياحية إن عدد السياح الأجانب الذين قرروا زيارة الجزائر انخفض إلى بضعة مئات. وقال عمر علالي، مدير شركة سياحية في تمنراست، إن "السلطات يمكنها أن توفر الحماية للسياح الأجانب بإتباع إجراءات بسيطة، ولكن قبل هذا لابد من عودة الثقة إلى السائح الأجنبي الذي يتخوف من زيارة الجزائر بناء على تقارير تلفزيونية مغرضة". وقال أيضا إن "السياحة في الجزائر أمامها فرصة أخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه خلال موسم أعياد رأس السنة السياحي القادم. لابد أن يشعر السائح بالأمان الكامل حتى تعود شركات السياحة الأوربية للتعاقد مع نظيراتها في الجزائر". وتوقع تراجع نسبة إقبال السياح على الجنوب هذا العام ب 50 بالمائة عن العام الماضي، وهو ما يعادل 3 آلاف سائح بالنظر لأرقام وزارة السياحة الجزائرية التي أكدت توافد 6 آلاف سائح أجنبي على الجنوب السنة الماضية. ولتفادي أي طارئ سياحي مرتبط بالتغطية الأمنية، قال سليمان طحرا، من غرفة الصناعة التقليدية والسياحة في تمنراست، "اتفقنا مع السلطات الأمنية والإدارية هنا على توفير قوات أمن كافية لتأمين المواقع السياحية في المنطقة". وقال إنه "تقرر أن تتعاون 3 أجهزة أمنية لحماية السياح الأجانب في الجنوب وهي قوات الجيش التي ترابط في موقع بعيدة في محيط المناطق السياحية في الجنوب، وتعمل على مراقبة المنطقة من بعيد، وقوات الدرك الوطني التي توفر المواكبة الأمنية للسياح أثناء تنقلاتهم، وقوات الشرطة التي توفر حماية دائمة للفنادق ومراكز إقامة السياح الأجانب". وأضاف طحرا أن "هذه الإجراءات ستجعل شركات السياحة الأجنبية تقتنع بمدى جدية السلطات الجزائرية في موضوع حماية السياح". وقال مصدر أمني إن "الأمن الجزائري والدرك جندا 4 آلاف عنصر أمن لحماية المناطق السياحية من أية أعمال إرهابية". وقدمت المديرية العامة للأمن الوطني في الجزائر في سبتمبر الماضي مشروعا لإنشاء شرطة تتخصص بحماية السياح الأجانب في المناطق السياحية بالجزائر، وتدرس وزارة الداخلية مشروعا لإنشاء فرع أمني جديد تابع للأمن الوطني يسمى شرطة السياحة.