كشف عمار سعداني، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عن إطلاق حملة لحشد التشكيلات السياسية الموالية، قصد الدفاع عن شرعية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ستبدأ في شكل اجتماعات ثنائية دورية، لبلورة حراك موحد في هذا الشأن. وقال سعداني، عقب لقاءه أمس مع عمارة بن يونس رئيس الحركة الشعبية الجزائرية، بمقر الأفالان في حيدرة، "سيجتمع حزب جبهة التحرير الوطني مع كل التشكيلات السياسية التي ساندت رئيس الجمهورية في الرئاسيات الأخيرة، للدفاع عن شرعيته التي تريد المعارضة اغتيالها"، في إشارة واضحة منه إلى تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي، وقال: "اجتماعنا اليوم مع عمارة بن يونس هو تدشين لهذه اللقاءات التي ستكون دورية لبلورة حراك موحد يكرس مبدأ أن رئيس الجمهورية خط أحمر لا يجب المساس به"، مردفا بالقول "هدف لقاءاتنا لن يكون معارضة المعارضة، بل حوارها، فهي ملح السياسة بالنسبة لنا، بل وندعوها إلى فتح حوارات ولقاءات معنا لمناقشة كل القضايا التي تطرحها وترافع لها على كل الأصعدة السياسية الاقتصادية والاجتماعية، على أن نستمع لكل إقتراحاتها لتبادل وجهات النظر". وفتح سعداني النار على تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي دون تسميتها، ووصف حراكها بالعقيم، لأنه مختزل في هدف وحيد هو كرسي الرئيس، ودعاها إلى "عدم اختزال المسافات وعدم إستباق المناسبات لتفادي الاصطدام بنتائج عكسية، وانتظار موعد الرئاسيات المقبلة للعودة إلى الصناديق لاعتلاء كرسي الجمهورية"، مشددا على ضرورة إحترام مؤسسات الدولة والشعب، في نشاطاتها. وفيما يخص مبادرة الأفافاس، قال سعداني "ما يقوم به الأفافاس اليوم يخصه وحده، نعم إجتمعنا به في إطار التشاور لا غير، لذا أكرر وأقول لم نخرج بأي قرار رسمي تجاه مبادرته"، وأوضح المتحدث أن حزبه مستعد للمشاركة في أي مسعى يحترم مؤسسات الدولة ولا يهدد الوضع، وقال "نحن نثمن أي عمل سياسي يسعى لإيجاد الحلول، ننضم إليه بل ونفعله"، حاله حال عمارة بن يونس الذي أكد استعداد حزبه للإنخراط في أي حراك سياسي "شريطة أن لا يمس باستقرار ومصالح ومؤسسات الدولة". وفي سياق آخر، أبرز سعداني رفضه التحاور مع الشخصيات، وقال إن حزبه "يتحاور مع الأحزاب وليس الأشخاص"، في إشارة إلى مولود حمروش، رئيس الحكومة الأسبق، الذي إنخرط في مساعي الخروج من الأزمة ويدعو الجيش إلى لعب دور في الإنتقال الديمقراطي المنشود وضمان حمايته، وهو ما ذهب إليه عمارة بن يونس عندما قال "الساحة السياسية تشكلها وتنشطها الأحزاب، ولا إعتراف لها بالشخصيات الوطنية". وفي رده على سؤال بخصوص صحة الرئيس، تحاشى عمارة بن يونس تقديم أي تفاصيل واكتفى بالقول "أن ملف صحة الرئيس ليس نشرة للأحوال الجوية تصدر الرئاسة بشأنها بيانات أربع مرات في اليوم". وفيما يتعلق بمطالب المعارضة برحيل الرئيس بوتفليقة من خلال تطبيق نص المادة 88، قال رئيس الحركة الشعبية الجزائرية "المعارضة رأت مرض الرئيس قبل الانتخابات، وعارضت ترشحه، لكنه فاز بالانتخابات، وما تزال المعارضة تقول نفس الكلام لحد الساعة"، مضيفا "ومن يريد أخذ مكان بوتفليقة أو إزاحته من منصبه فما عليه سوى إنتظار سنة 2019".