برزت حكاية «دراهم» التي تروي كيف تغير مسار حياة الطالب في الطور الثانوي داني رمزي, بعد عثوره على كيس من المال بوضوح في مهرجان الجزائر الدولي الرابع للشريط المرسوم والذي يحتضنه رياض الفتح بالعاصمة هذا الأسبوع, لا سيما وأنها تحاكي وقائع وأحداث يمكن أن تصادف أي شاب في المجتمع الجزائري. قصة رمزي الذي ترك الدراسة إثر وقوعه على حقيبة مليئة من المال أقرض صديقا له المال لكي يحظى بفرصة في مركب للهجرة غير الشرعية ليعود ميتا وتصاب أمه بالشلل بعد الصدمة, وهي الأحداث التي رسمها وألفها الشاب بلاسكري سفيان وطبعها في شريط مرسوم من خلال مؤسسة «زاد لينك» المختصة في نشر وطباعة الأشرطة المرسومة الجزائرية. تجربة المؤسسة الأولى كانت عام 2007 بعد أن تمكنت من ربط الاتصال بمجموعة من الهواة الجزائريين أصحاب المواهب في الرسم وكتابة السيناريو والتدقيق اللغوي للتأسيس لأول شريط مرسوم جزائري على طريقة المانغا اليابانية الشهيرة في محاكاة جميلة لواقع الشباب الجزائري بقصص جزائرية وأفكار تتلاءم مع طبيعة المجتمع الجزائري. وقد تحولت المؤسسة التي انطلقت فكرتها الأولى عبر برنامج بالقناة الإذاعية الثالثة إلى أحد أهم المؤسسات المنتجة للأشرطة المرسومة في الجزائربتصميم ومضمون جزائريين. رواج الأشرطة المرسومة بهذا التصميم والمضمون المحليين لاقى رواجا في أوساط الشباب الجزائري وحتى شرائح عمرية أخرى بحسب الأصداء التي تصل البريد الالكتروني للمؤسسة والذي خصص لاستقبال أراء المهتمين بهذا النوع من القصص بأجدد الأشرطة المرسومة المقترحة, حيث تنشر المؤسسة أربع صفحات من كل قصة مرسومة في مجلتها من أجل أن تتمكن من معرفة مدى استقطابها لاهتمام وإعجاب المتابعين, وهو ما يحدد مستقبل كل مشروع مرسوم من طرف الشباب الذين يبقون متصلين على الشبكة العنكبوتية لإضفاء التعديلات اللازمة للقصص كل من مدينته. بالرغم من الكم الهائل للمواهب الشابة الناشطة في هذا المجال ومن جميع أنحاء الوطن إلا أن التسويق لهذه الأشرطة المرسومة يبقى غير كافي بحسب عبادلي كمال الذي, أكد أن المؤسسة تراعي أسعار البيع لأن الشريحة المستهدفة غالبا ما تكون محدودة الدخل وهو ما يدفعنا للبحث عن تمويل من المؤسسات الاقتصادية والهيئات الثقافية التي غالبا ما تجد صعوبة في تفهم مثل هذه المشاريع الثقافية. وقد انطلقت فعاليات مهرجان الجزائر الدولي الرابع للشريط المرسوم باعتباره أحد أهم اللقاءات السنوية المكرسة للفن التاسع في البلاد بمشاركة قرابة مائة رسام وكاتب سيناريو للأشرطة المرسومة, ممثلين لأكثر من 37 بلدابالإضافة إلى عدد هام من كاتبي السيناريو ورسامي الكاريكاتير الجزائريين, ويقترح هذا المهرجان الذي جاء تحت شعار «الجزائر فقاعات بلا حدود» برنامجا متنوعا, حيث سيسمح بالتعريف بكتب الأشرطة المرسومة من خلال فضاء للقاءات بين كتاب الأشرطة المرسومة والناشرين بهدف بعث الشريط المرسوم في الجزائر عروض أفلام رسوم متحركة وتنظيم ورشات حول تقنيات الشريط المرسوم.