يتجه المعهد التقني للأشجار المثمرة والكروم نحو دخول مجال زراعة بعض الفواكه الدخيلة والمكسرات على المستوى الوطني. وأوضح،منديل محمود، المدير العام للمعهد أن غراسة هذا النوع من الفواكه والمكسرات عرفت نجاحا معتبرا بالجزائر بحسب النتائج التي أسفرت عنها المرحلة التجريبية التي دامت 12 سنة كاملة، مبرزا أن "العديد من الفلاحين اليوم تفطنوا إلى الأهمية الاقتصادية لهذه الأصناف، بحيث باتوا منفتحين أكثر على الدخول في هذه المشاريع"،وعليه تتواصل عملية توعية الفلاحين بأهمية هذا الاستثمار وتخصيص مساحات لهذه الزراعة في بعض الولايات على غرار معسكر النعامة البيض الأغواطالجلفةالمسيلةتيارتوالجلفة. و إعتبر المدير العام للمعهد التقني للأشجار المثمرة والكروم أن نجاح مثل هذه الزراعات الحديثة في الجزائر يعتمد على مدى اندماج الفلاحين في العملية وتحقيق اتفاق الفاعلين في الشعبة وهو الدور الذي تهتم به كل من وزارة الفلاحة والمصالح الجهوية والدواوين والمجالس المهنية. وكشف نفس المصدر عن دخول الجزائر مرحلة الإنتاج بالنسبة للفستق الحلبي لأول مرة بعد انقضاء المرحلة التجريبية التي دامت 12 سنة كاملة، إذ يطمح المعهد إلى تحقيق الهدف المسطر لزراعة 50 ألف هكتار على مدى ال 10 سنوات المقبلة والتي يمكنها أن توفر أزيد من100 ألف قنطار بعد دخولها الإنتاج، حيث ستمكن هذه المساحة من تغطية الاستهلاك الوطني من هذه المادة وبالتالي الاستغناء عن عمليات استيرادها. وفي السياق سطر المعهد أيضا برنامجا يمتد إلى نهاية 2015 يقضي بغراسة 300 هكتار بمناطق السهوب أين ستساعد هذه الزراعة من الناحية الايكولوجية على تحسين المناخ. للإشارة تستغرق شجرة الفستق بعد زراعتها مدة 7 سنوات كاملة لدخولها مرحلة الإنتاج، وعليه أقرت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية مساعدات مادية للفلاحين خلال هذه الفترة. في السياق ذاته يقوم المعهد بدراسة وتجربة 17 نوعا من اصناف الفواكه منها الموجهة للتجفيف والتي عرفت نتائج ناجحة في البيئة الجزئرية،وستستمر الفترة التجريبية لبعض أصناف الفواكه على غرار المانجو والكيوي والافوكادو والناشي والفجوة وعدة أصناف من البرسيمون (بلاكمين) من سنتين إلى 8 سنوات حسب مستوى تقدم برنامج البحث. وبالنسبة للمكسرات تمت الموافقة على ازيد من 25 صنف من اللوز و 5 أصناف من الفستق الحلبي، حيث صُودق عليها من طرف وزارة الفلاحة عبر المعهد الوطني لمراقبة البذور و الشتائل وتصديقها فيما تم اطلاق دراسات حديثة على 12 صنف جديد من اللوز و6 أصناف من الفستق الحلبي. ومن جهة أخرى تسعى الوزارة المعنية أيضا إلى دخول مجال إنتاج الفواكه الجافة وعلى رأسها العنب الجاف (الزبيب) الذي شرعت في برامج لتكثيفه، إذ تم المصادقة على 5 أصناف من الزبيب والشروع في حملة تحسيسية لفائدة الفلاحين حول طرق التجفيف التقليدية والعصرية كما خصص القطاع 120 هكتار لإنتاج الزبيب.