ليلة عيد الفطر من سنة 2006، تاريخ لم يمح من ذاكرة سكان مناخ فرنسا بالعاصمة بعد وقوع جريمة قتل بشعة، راح ضحيتها رجل على يد زوجته بمشاركة صديقتها. هي جريمة فكت طلاسمها من قبل محققين من الشرطة القضائية لا يزالون يتذكرون تفاصيلها إلى يومنا هذا فأسباب الجريمة وطريقة ارتكابها تقشعر لها الأبدان. عمال النظافة يعثرون على الجثة في الساعات الأولى من صبيحة آخر يوم من شهر رمضان انتشر عمال النظافة في أزقة حي مناخ فرنسا وبينما هم يرفعون الفضلات، فوجئوا بكيس ثقيل لم يسهل عليهم حمله فقاموا بفتحه وإذا بهم يتفاجؤون بأجزاء بشرية ومن هول الصدمة توقف أعوان النظافة عن عملهم، ليتم على الفور إخطار مصالح الشرطة التي تنقلت فورا إلى عين المكان مرفوقة بعناصر تحقيق الشخصية وتم التأكد من ما عثر عليه عمال النظافة هي أشلاء بشرية لجثة تم التنكيل بها وتقطيع أطرافها التي وضعت داخل كيس بلاستيكي وحوّلت تلك الأعضاء البشرية إلى مصلحة حفظ الجثث لإخضاعها للتشريح. وجد المحققون صعوبة في تحديد هوية الضحية خصوصا مع غياب وثائق ثبوتية في مكان العثور على الجثة. وتصادف ذلك مع تسجيل بلاغ من امرأة تفيد بغياب زوجها المفاجئ، بعدما سافر إلى إحدى الولايات الداخلية لشراء سيارة، وأنها تلقت اتصالا هاتفيا من شخص مجهول يفيد أنه شاهد زوجها ببرج الكيفان. وهناك تبيّن أن زوجها هو الشخص المتوفى، ويتعلق الأمر بمعلم سياقة في العقد الخامس من العمر. حاول المحققين تحديد هوية الجاني ولكن تبين أن الضحية كان في بيته ليلة الوقائع وكانت زوجته رأس الخيط، لفكّ لغز جريمة القتل ولكنها أنكرت تردّد أي شخص على المنزل وتمسكت بتصريحاتها التي تفيد أن زوجها غادر المنزل ولم يظهر له أثر بعدها. اشتبه المحققون في الزوجة المدعوة "فريدة "بسبب الارتباك الذي يظهر عليها في كل مرة يتم فيها استجوابها من قبل الشرطة، وواجهه المحققون بحقيقة الشكوك التي تحوم حولها ولكنها أنكرت ذلك وبعد مدة انهارت اعترفت بقتل زوجها بمساعدة صديقتها بواسطة ساطور، حيث وجهتا له 40 طعنة بواسطة خنجر، ثم قامتا بتقطيع الجثة إلى أجزاء ورموها بالقمامة. الضحية ضبط زوجته متلبسة مع صديقتها وبعد مباشرة التحقيق في ملابسات الجريمة وأسبابها تم التوصّل بعد استجواب صديقة المتهمة الرئيسية وهي طالبة في السنة الثانية حقوق وتشغل منصب ممرضة في أحد المؤسسات الإستشفائية، الأخيرة أكّدت مشاركتها في الجريمة وبخصوص الأسباب، أوضحت أن الضحية ضبطهما متلبستان بممارسة الشذوذ، وخوفا من الفضيحة قامتا بتخديره بدواء أحضرت المخدر من المستشفى حيث وجهت له ضربة بالساطور، فيما وجهت له زوجته طعنات حددها الطبيب الشرعي ب40 طعنة خنجر في مناطق مختلفة من جسده. تفريغ الجثة من الأحشاء تفاديا لانتشار الرائحة وحسب محاضر الضبطية القضائية، فإن الجانيتين قامتا بتفريغ جثة الضحية من الأحشاء تفاديا لانتشار الرائحة. شقيق الضحية يرمي جثته مع القمامة تضيف الجانية في محضر الشرطة "في البداية فكرنا في التخلص من الجثة عن طريق رميها من نافذة المنزل إلا أننا تراجعنا عن ذلك، وقررنا تقطيع جثته إلى قطع صغيرة ووضعها داخل أكياس للمهملات"، تواصل في نفس المحضر " لقد كلفتا شقيق الضحية برمي بالقمامة وهو لا يدري أنها جثة أخيه". تصريحات الجانية وشريكتها صدمت المحققين وتم تقديمهما أمام وكيل الجمهورية المختص إقليميا الذي أمر بإيداعهما رهن الحبس المؤقت أساس جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد مع إخفاء أثار الجريمة. المحاكمة في جلسة سريّة عرضت القضية على محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر سنة 2011 في جلسة سرية. وعلى حدّ ما تسرّب من أسوار قاعة المحكمة، فإن المتهمتين أنكرتا قتل الضحية ونفت كل واحدة ضلوعها في القضية، مع وضع هيئة المحكمة في حيرة ، خاصة أن الدفاع أكّدت عدم وجود أدلة إقناع، مشيرا إلى أن مصالح الشرطة لم تعثر على أداة الجريمة ولم ترفع البصمات وأنه عثر عليه في بالوعة الماء وهو محتفظا بآثار الدماء، ولم تحدد كذلك البصمات، في وقت تؤكد مصالح الشرطة أنها عثرت على سلاح الجريمة في بلوعة.
من جهته، شدّد النائب العام في مرافعته أن خطورة الوقائع وبشاعتها واعتبر الزوجة مجرمة خطيرة، تجرأت على ممارسة الجنس مع صديقتها، وعندما كشف أمرهما الزوج قامتا بوضع حد لحياته بطريقة بتلك الطريقة ليلتمس في الأخير في حقهما عقوبة الإعدام وهي العقوبة التي أوقعتها محكمة الجنايات.