يحيي الصحراويون الذكرى الأولى لمأساة مخيم "اكديم ازيك" للاجئين الصحراويين بالقرب من العيون والذي تم تفكيكه من طرف القوات المغربية ليلة 8 نوفمبر 2010، وسط تواصل التعنت المغربي واستمراره في احتلال الأراضي الصحراوية وانتهاك حقوق الإنسان في حق الشعب الصحراوي . وقد اعتبرت الحكومة الصحراوية ما جاء في خطاب ملك المغرب محمد السادس بمناسبة مرور 36 سنة على الاجتياح المغربي للصحراء الغربية "استمرارا لسياسات الهروب إلى الإمام" و" إدارة الظهر" لقرارات الأممالمتحدة وخطة التسوية الأممية الإفريقية. وتأسفت الحكومة الصحراوية في بيان أصدرته وزارة الإعلام مما ورد في خطاب ملك المغرب معتبرة إياه "استمرارا لسياسات الهروب إلى الأمام و التعنت و إدارة الظهر لقرارات الأممالمتحدة و خطة التسوية الأممية الإفريقية التي صادق عليها مجلس الأمن الدولي و وقعها طرفا النزاع سنة 1991 والقاضية بتنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي". وأشارت إلى أنه منذ 1975 و الحكومة المغربية تجعل من قضية الصحراء الغربية "شماعة تعلق عليها كل أزمات المغرب" مضيفة أنها استغلتها هذه المرة في "تشتيت انتباه الرأي العام المغربي عن المشاكل و الصعوبات الحقيقية للمواطنين المغاربة في أفق الانتخابات المقررة في 25 نوفمبر القادم". وأبرزت الحكومة الصحراوية أن إدراج الصحراء الغربية في ما يسمى"الجهوية المتقدمة" يعد "تجنيا ومغالطة" لافتة أن تلك الجهوية "شأن مغربي محض ولا دخل للصحراويين فيه" ولا يعدو -يضيف البيان- أن يكون محاولة "للالتفاف على الوضع القانوني للإقليم باعتباره منطقة دولية لا تزال تنتظر استفتاء تقرير المصير". وأكدت أن "المأساة التي يعاني منها اللاجئون الصحراويون منذ 36 سنة ناجمة حصريا عن عملية اجتياح عسكري مغربي ظالم أدى إلى تشريدهم و فرارهم تحت وابل القنبلة بالنابلم والفسفور المحرمين دوليا وبالتالي فان قضيتهم بشهادة المنظمات الدولية الحاضرة في عين المكان هي قضية سياسية يتم حلها بتمكينهم من حقهم في تقرير المصير و الاستقلال". وشددت على أن الحكومة المغربية و بشهادة المنظمات الدولية المختصة بما فيها المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان مسؤولة عن "إنتهاكات جسيمة" لحقوق الإنسان في حق المواطنين الصحراويين العزل و من أبرزها التدخلات العسكرية "الوحشية " في إكديم ايزيك في نوفمبر 2010 وفي الداخلة في فبراير وسبتمبر 2011. وأكدت الحكومة الصحراوية أن نهاية المآسي التي تشهدها المنطقة تتطلب "انتهاء منطق الإحتلال والضم بالقوة" المنتهج من قبل الحكومة المغربية. وجددت أن الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب (بوليساريو) الممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي متمسكة بحق هذا الشعب في تقرير المصير والاستقلال وإقامة دولته الكاملة السيادة. وتضامنا مع الشعب الصحراوي الذي يكافح من اجل حقوقه المشروعة، تحيي عشر منظمات غير حكومية صديقة للشعب الصحراوي يومي الاثنين و الثلاثاء المقبلين في بولونيا (ايميلي روماني) الذكرى الأولى لمأساة مخيم اللاجئين الصحراويين اكديم ايزيك (مخيم الكرامة) بالقرب من العيون الذي تم تفكيكه من طرف القوات المغربية. وأكد المنظمون حسبما نقلته وكالة الأنباء الصحراوية، أن المبادرة التي جاءت من منظمات غير حكومية صديقة للشعب الصحراوي ستجري في ساحة نيتونو في بولونيا لتذكير العالم بالقمع الوحشي الذي تعرض له المتظاهرون السلميون الصحراويون بمخيم اكديم ايزيك. و ذكر المنظمون أن التظاهرة السلمية كانت ترمي إلى الدفاع عن حق الشعب الصحراوي في التجمع و حرية التعبير لكنها قمعت بقوة ليلة 8 نوفمبر 2010. وأشار المنظمون انه "بعد مرور سنة لم يتغير شيء لكن يبدو أن هذا الحدث قد نسي، وعلى العكس إن المتضامنين مع الشعب الصحراوي و المدافعين عن حقوق الإنسان يريدون إحياءه".