عقد المكتب السياسي للأفلان أمس أول اجتماع له برئاسة الأمين العام الجديد، وهو الاجتماع الذي كان مغلقا وبعيد عن أعين الصحافة، ما عدا بعض التسريبات من وجوه قيادية كانت متواجدة بالمقر حول النقاط الأساسية التي دار حولها اللقاء. وحسب ذات المصادر فإن جمال ولد عباس الأمين العام الجديد للحزب وأمام أعضاء المكتب السياسي بعث برسالة إلى المعارضة والعديد من الوجوه القيادية السابقة التي كانت مختلفة مع عمار سعداني، حيث قال نحن مع لم الشمل وإعادة فتح الأبواب أمامهم وجبهة التحرير في حاجة لكل أبنائها ومناضليها الأوفياء، لكن من دون شروط، ومن دون فرض رأيهم على القيادة. وحسب ذات المصادر فإن ولد عباس قد أقر بوجود اتصالات مع شخصيات من المعارضة داخل الأفلان وعدة قيادات أفلانية سابقة، سواء من خلال لقاءات جزافية، أو هاتفيا، معتبرا أنهم مع لم الشمل، لعودة العديد من الوجوه الى الحزب. في حين تمسك أعضاء من المكتب السياسي بقرارهم الرافض لعودة بعض الوجه التي كانت شرسة في معارضتها للامين العام السابق ومكتبه السياسي والتي طعنت في مصداقية وشرعية المؤتمر التاسع، حيث عمدت إلى فرض منطق التأثير على ولد عباس الذي رد من جهته على ما تم تداوله في الصحافة حول عودة العديد من القيادات الأفلانية الى اللجنة المركزية وفق طروحاتهم بأن الإملاءات وفرض منطق المساومة مروفض في الجبهة، والعودة الى مؤتمر استثنائي غير مطروح من الأساس، معتبرا أنه من غير المنطقي الذهاب الى مؤتمر استثنائي في هذا الوقت بالذات ونحن على أبواب الانتخابات. وتوجه ولد عباس الى المقصيين من الحزب، ودعاهم الى العودة الى الحزب كمناضلين، من دون أن يفرضوا علينا رأيهم "فان أرادوا أن يناضلوا فأبواب الحزب مفتوحة، لكن كقياديين فلا". وركز تدخل ولد عباس في المكتب السياسي على لم الشمل، لكن مسألة الشروط حسبه مرفوضة، مجددا ترحيبه بجميع اطياف المعارضة، مضيفا أنه سيعمل مع الجميع، لكن بشروط لا، "اذا عملت بطرحهم معناه لابد أن نعود الى مؤتمر آخر، في وقت أن الاحزاب الأخرى بدأت في التحضير الى الانتخابات، ولدينا القسمات والمحافظات".