يمثل عناصر شبكة اجرامية دولية للاتجار بالمخدرات من المغرب إلى ليبيا عبر الجزائر اليوم أمام محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة للمحاكمة بتهم حيازة وعرض ووضع للبيع والتوزيع والمتاجرة في المخدرات من طرف جماعة إجرامية منظمة، وجناية تصدير المخدرات بطريقة غير مشروعة. وتتكون الشبكة من ثمانية عناصر تتراوح أعمارهم ما بين 26 و58 سنة من بينهم دركي بحرس الحدود، فيما يبقى رعية ليبي في حالة فرار. وكشفت التحريات أن الشبكة تقوم ببيع وتهريب وتصدير المخدرات، بعدما اتخذت من الجزائر مركز عبور لنقل المخدرات من المغرب إلى ليبيا عبر مغنية، معسكر، ورقلة فإيليزي. وانطلقت التحرّيات بناء على شكوى تقدّم بها صاحب وكالة لإيجار السيارات كائن مقرها بنواحي الرغاية شرق العاصمة أمام فرقة البحث والتدخل بأمن ولاية الجزائر، مفادها أن المدعو "ج.س" استأجر منه سيارة من طراز "هيونداي أكسنت" خلال شهري سبتمبر وأكتوبر من سنة 2013، وباستعادتها تفاجأ بوجود تغييرات عليها، حيث قام بفتح البراغي المثبتة بالجناحين الأماميين للسيارة والبراغي المثبتة على الأبواب الخلفية والماسح الزجاجي الأمامي وأعاد تركيبها بطريقة غير صحيحة، مضيفا أن نفس الزبون تقدّم مرة ثانية وهو يلح على استئجار نفس السيارة، ولأن الأخيرة كانت مؤجرة لزبون آخر قدم له سيارة أخرى، بعد استعادة الأخيرة تفاجأ مالك الوكالة لدى معاينتها أن عدادها الكيلومتري سجل مسافة كبيرة، كما تعرّضت لنفس التغييرات التي طرأت على السيارة الأولى. بناء على الشكوك التي راودت المحققين تم استغلال الرقم الهاتفي الخاص بالشخص المشتبه فيه، وتبين أنه على اتصال مع شخص يقيم بمدينة مغنية بولاية تلمسان، وأن الأخير هو الآخر كان على تواصل مع شخص يقيم بمدينة الدبداب بولاية إيليزي. وكان المتهم الرئيسي رأس الخيط للإطاحة بباقي عناصر الشبكة الدولية، فيما تمكّنت مصالح الضبطية القضائية من حجز 52 كيلوغراما من القنب الهندي المغربي. للإشارة، فإن القضية انطلق التحقيق فيها بمحكمة الرويبة التابعة لمجلس قضاء بومرداس، قبل أن يتم التخلي عنها لفائدة القطب الجزائي المتخصص بالغرفة التاسعة بسيدي امحمد بالعاصمة، في انتظار تفاصيل أكثر عن طريقة التهريب والشخصيات المتورطة في القضية.