أصدرت محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر أمس قرارا باتخاذ اجراءات التخلّف في حق "ل . فاطمة" و"ل. الزهراء" رعيتين من جنسية تونسية مقيمتان في الجزائر منذ سنوات كما قضت بادانتهما بالسجن المؤبد غيابيا وفقا لالتماسات ممثل الحق العام. وتوبعت الرعيتين المذكورتين من قبل العدالة الجزائرية في محاولة تسميم قاصرتين، حيث استأنفت النيابة العامة الحكم الذي قضى ببراءتهما. وانطلقت القضية التي سبق ل"السلام" التطرّق إليها بشكوى مفادها قيام كل من المسماة "ل . فاطمة" و"ل. الزهراء" بالتعرض لطفلتين لم يتعد سنهما 12 سنة ويتعلق الأمر بالطفلة "ل .حميدة " و"و.سامية" اللتان كانتا في طريقهما إلى المدرسة، حيث أوقفت المتهمة "فاطمة" الطفلة "حميدة" وحاولت إجبارها على شرب سائل مسمم ذو رائحة كريهة تبين من الخبرة العلمية أنه يحتوي على مادة الرمل. الضحيتان وخلال سماع أقوالهما من قبل الشرطة عبر كافة مراحل التحقيق أكدتا أنهما تمكّنتا من الهرب بصعوبة والتوجّه إلى مصالح الحماية المدنية طلبا للمساعدة، أين تم نقل الطفلة "حميدة" على جناح السرعة إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الأولية. تجدر الإشارة أن الرعيتين التونسيتين سبق أن مثلتا أمام محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر، حيث التمس النائب العام ست سنوات لكل واحدة، إلا أنهما أنكرتا التهم الموجهة اليهما وبررتا فعلهما بكون الطفلتين تتعمدان سبهما وشتمهما كل يوم، ما أثار غضبهما خاصة أن المسجد الذي تتسولان بجانبه بمنطقة السمار قريب من المدرسة الابتدائية التي تدرس بها الضحيتان، وحاولت المتهمتين اقناع العدالة أنهما قصدتا تخويف الفتاتين ومنعهما من التعرض لهما مجددا، مؤكدتين أن السائل غير مسمم. غير أن الينابة العامة بمجلس قضاء الجزائر ورغم صدور حكم بالبراءة إلا أنه لا تزال تعتبر وقائع قضية الحال خطيرة وكانت ستضر بالقاصرتين لتقرر الطعن في القضية أمام المحكمة العليا.