بعد وصول الصراع الدموي السوري لنهايات دموية بشعة فاقت كل ما هو متصور، يتصاعد سباق الحرب والسلام وإنهاء أكبر مجزرة بشرية في الشرق الأوسط من خلال مؤتمرات للحوار الوطني السوري كمؤتمر الأستانة الذي كان مجرد واجهة أفرزت حالة صراع حادة بين الأطراف الدولية المؤيدة للنظام السوري والداعمة له سياسيا وعسكريا وهم روسيا والنظام الإيراني!، فاللروس منهج ومبدأ وأهداف إستراتيجية وتكتيكية تختلف بالكامل عن المنهج والإستراتيجية الإيرانية التي تحاول استثمار علاقات عمل إستراتيجية وثيقة جدا استمرت منذ عام 1979 وحتى اليوم وبما شكل تحالفا فريدا من نوعه وأنتج حالة من الترابط السوري/ الإيراني غير مسبوقة في الأهداف وحتى في المصير لدرجة أن إيران قد ضحت بخيرة جنرالات الحرس الثوري في تدخلها العسكري المباشر مع حلفائها في قمع الثورة السورية!، أما روسيا فهي تمارس فعلا دفاعيا لتحالف إستراتيجي قديم استمر منذ سيطرة البعث اليساري على السلطة عام 1963 ولم يتأثر بتغير القيادات السورية المتناحرة، لقد ورث بوتين التركة السوفيتية بالكامل، وسوريا هي آخر محطة من محطات وجود الدب الروسي في المياه الدافئة، وتقرير مستقبلها أمر أكثر من إستراتيجي للقيادة الروسية، لذلك قدم الروس مسودة لدستور سوري جديد صاغوه ليضمن مصالحهم وليحدد هوية وطبيعة النظام السوري المستقبلي بعد انجلاء غبار المعارك!، معركة ساخنة تدور خلف الكواليس بين روسياوإيران لتقرير المستقبل السوري، فيما تستمر حرب الإبادة تحت مختلف التسميات!، لم يشهد الشرق وضعا وملفا معقدا أكثر من الوضع والملف السوري الذي تتطاحن حوله وفيه وعلى حواشيه إرادات دولية وإقليمية متطاحنة.