لم تتوقف حملة الهجوم من قبل شخصيات إعلامية وسياسية في رام الله على الثورة الإيرانية ومرشدها آية الله الخامنئي.. وذلك بعد أن رد الرئيس الفلسطيني بغضب على سؤال في مؤتمر صحفي عقده مع وزيرة الخارجية الأمريكية بشأن تهجمات القيادة الإيرانية عليه شخصيا وقال: على إيران ألا تتدخل في شؤوننا الداخلية لأنها لا تخدم القضية الفلسطينية وإنما تقوي طرف على آخر وتسيء إلى فلسطين. * العلاقة بين فتح والثورة الإيرانية علاقة تاريخية حميمة فحركة فتح هي من كان يأوي الثوار الإيرانيين ويقوم بتدريبهم في لبنان على اعتبار أن الشاه حليف استراتيجي لإسرائيل.. واستمرت العلاقات متينة بينهما وتفصيلية أمنيا وسياسيا وعلى أكثر من صعيد.. ولقد وجد كثير من القادة الإيرانيين تدريباتهم في صفوف الثورة الفلسطينية.. فلماذا هذا الطلاق البائن؟ لماذا تخسر فتح دولة كبيرة بحجم إيران؟ لماذا تتنكر إيران لفتح وهي حليف تاريخي؟ هذا موضوع ليس هنا مكان نقاشه وهو يعبر بشكل أو آخر على سوء إدارة العلاقات في الأمة. * إيران قطعت علاقتها مع أعداء فلسطين وتقدم مساعدات للمقاومة الفلسطينية وتدفع شهريا لشهداء فلسطين بلا تمييز مبالغا منتظمة لا تأخير فيها منذ أكثر من خمسة عشر عاما وتعقد المؤتمرات وتحشد الرأي العام الإسلامي والدولي حول القضية الفلسطينية وهي تواجه كل هذا العداء الأمريكي والإسرائيلي والغربي جراء موقفها من فلسطين وليس بسبب المفاعل النووي كما يدعون فباكستان لديها قنابل ذرية وهي صديقة وحليفة لأمريكا.! * ولإيران مصالح وطموح في دور إقليمي.. وهي ستنال ذلك انتزاعا من الغرب وليس لأن أحدا من العرب أو الفلسطينيين سيمنحها ذلك، وهي تحاول أن تشكل تحالفاتها بما لا يسمح للأمريكان بالتفرد في المنطقة.. فأقامت علاقات متينة مع النظام السوري القومي البعثي وعلاقات مع حماس الاخوانية السنية وقدمت للطرفين ولازالت مساعدات سياسية ومالية بدون تردد وتقيم علاقات إستراتيجية مع روسيا.. فهل تظن أنها ستسلخ سوريا من عروبتها!!؟ أم أنها تظن أنها ستسلخ حماس من السنة والتنظيم الدولي للإخوان المسلمين؟! * أبدا؛ إن إيران تدرك أن حجم الاختلافات الإيديولوجية بينها والنظام السوري كبيرة جدا!! وتفهم أن حماس لا يمكن أن تعطي لإيران الولاء مهما كان سخاء إيران.. ولكن مع كل ذلك فإن إيران معنية بالبحث عن قواسم مشتركة مع الدول والحركات المناهضة للسياسات الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة ولو أرادت حركة فتح لكانت هي الحليف الأقوى لإيران لكن يبدو أن قيادتها أدارت ظهرها للماضي.. * الصراع الحالي بين إيران وقيادة السلطة في رام الله لا يفيد إيران من جهة، ويمنح حركة فتح خسارة إضافية في علاقاتها بلا ثمن.. وهكذا نتلهى باختلافاتنا الداخلية عن صراعنا مع عدونا الأساسي.